مرايا – وجهت خديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترجوه فيها تسليط الضوء على اختفائه. وأشارت بمقال لصحيفة واشنطن بوست إلى أن أكثر من أسبوع الآن قد مضى منذ آخر لقاء بينهما خارج القنصلية السعودية قبل أن يصبح اختفاؤه خبرا عالميا.
وتحكي خديجة أنهما كانا مشغولين بالإعداد لترتيبات الزواج وحياتهما معا، وكانا سيقومان بعد زيارته للقنصلية بشراء مستلزمات بيت الزوجية الجديد وتحديد موعد الزواج. وكانا سيصطحبان أشقاءها وبعض أصدقائهما المقربين لتناول العشاء لمشاركة الأخبار الجيدة.
وتعلق بأن الزواج خطوة هامة وخاصة لكل الأزواج وبالنسبة لهما كذلك، ولكنه كان له أهمية خاصة عند جمال. وكان الوقت الذي قضاه لأكثر من عام في منفى اختياري بالولايات المتحدة، بعيدا عن بلده وعائلته وأحبابه، له أثر كبير عليه عبر عنه بقوله “أفتقد بلدي كثيرا جدا وأفتقد أصدقائي وعائلتي كثيرا وأشعر بهذا الألم العميق في كل لحظة”.
وتمضي خطيبته بأنهما كانا الآن على وشك الزواج وقضاء وقت بين واشنطن وإسطنبول وكانا متفائلين جدا، لكن جمال كان يشعر بوحدة موحشة وكان يريد الارتكاز إلى سنوات خبرته المهنية ليصبح صحفيا مؤثرا في واشنطن بما أن العالم العربي يمهد المسرح لتطورات كبيرة. وكان شاكرا لتمكنه من الكتابة في صحيفة واشنطن بوست ليكون صوت زملائه الذين لم يعد بإمكانهم رفع صوتهم.
وعندما كانت تسأله عن سبب عزمه على العيش في الولايات المتحدة، كان يقول لها إنها أقوى دولة في العالم حيث يستطيع المرء الشعور بالنبض السياسي للعالم أجمع. وكان قد قدم طلبا للحصول على الجنسية وسبب زيارته تركيا كان لإتمام الزواج. وكان يأمل الانتهاء من كل المعاملات الورقية اللازمة قبل العودة لواشنطن.
الزيارة الأولى
وأشارت خديجة إلى أن الزيارة الأولى لخاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول كانت في 28 سبتمبر/أيلول، بالرغم من تخوفه بعض الشيء من إمكانية أن يكون في خطر. ولكنه ألمح إلى أنه لم يكن هناك أي أمر باعتقاله في بلده الأصلي. وعلى الرغم من أن آراءه أثارت غضب البعض فإن التوترات بينه وبين السعودية لم ترق إلى الكراهية أو الضغائن أو التهديدات.
ومع ذلك، كان خاشقجي يشعر بقلق متزايد إزاء موجة غير مسبوقة من الاعتقالات في بلده، لكنه لم يعتقد أن السعوديين قد يجبرونه على البقاء بالقنصلية في تركيا حتى لو أرادوا اعتقاله. وبعبارة أخرى -تقول خطيبته- لم يكن يمانع في الذهاب إلى القنصلية بإسطنبول لأنه لم يعتقد أن شيئا سيئا قد يحدث على الأرض التركية لأنه سيكون انتهاك للقانون الدولي إيذاء أو اعتقال أشخاص في بعثة دبلوماسية. وأشار إلى أنه لم يحدث شيء من هذا القبيل أبدا في تاريخ تركيا.
وقالت خديجة إنه بعد أول لقاء إيجابي مع العاملين بالقنصلية الذين رحبوا به بحرارة وأكدوا قرب انتهاء معاملاته الورقية الضرورية، لم يشعر جمال بقلق يذكر قبل زيارته الثانية ودخل القنصلية دون أن يشك في أنه سيكون آمنا هناك.
وأوضحت أنها بعد أن رأت مدى ارتياحه انتظرته خارج القنصلية بصبر، وهي مليئة بالأمل. ولكن بعد ثلاث ساعات غلبها الخوف والقلق وأرسلت رسائل نصية لبعض الأصدقاء لإبلاغهم بما تشعر به، وسألت عنه في مبني القنصلية وزادها الرد الذي تلقته من مخاوفها حيث قالوا إنه غادر بالفعل وربما دون أن يلاحظ وجودها بالخارج. وأضافت أنها وهي تحاول الحفاظ على هدوئها اتصلت على الفور بياسين أقطاي أحد مستشاري الرئيس التركي وأحد أقدم أصدقاء جمال. ومنذ أن لفت الحادث انتباه الصحافة والسلطات في تركيا ظلت منتظرة في حالة خوف.
وختمت خديجة مقالها بمناشدة ترامب وزوجته ميلانيا للمساعدة في كشف غموض اختفاء خطيبها، كما حثت السعودية وخاصة الملك سمان وولي العهد على إظهار نفس المستوى من الحساسية ونشر اللقطات التلفزيونية من القنصلية لإجلاء هذا الغموض.
المصدر : واشنطن بوست