مرايا – في مفاجأة من العيار الثقيل فقد نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن مصدر سعودي خاص قوله إن خاشقجي على قيد الحياة.
وقال المصدر إنه “بعد دخول السفارة تم إخضاع خاشقجي في سيارة مرسيدس سوداء S-500 ومركبة صغيرة بيضاء مع أربعة مسؤولين سعوديين إلى مطار إسطنبول، حيث تم نقله على متن طائرة خاصة إلى دبي ثم الرياض، حيث يتم احتجازه الآن”.
وتظهر سجلات الرحلات الجوية أن طائرة خاصة تابعة لشركة ستريم راب، رقم الذيل HZ-SK2، هبطت في اسطنبول عند الساعة الثالثة من صباح يوم 2 تشلاين الأوّل ، وهو اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي.
وغادرت الطائرة في وقت لاحق من ذلك اليوم، وتوقفت في دبي ثم انتقلت إلى الرياض.
وقال المصدر إن خاشقجي ما زال على قيد الحياة، وهو ما يتناقض مع ادعاءاته بأنه قتل في سفارة اسطنبول.
ولا يمكن التحقق من النسخة المختلفة للأحداث بشكل مستقل.
وكشف أحد أصدقاء الكاتب أيضًا أن رسائل خاشقجي المشفرة قد تمت قراءتها بعد أن اختفت، على الرغم من أن خاشقجي أعطى هاتفه السعودي لخطيبته قبل دخوله إلى سفارة اسطنبول – حيث كان من المقرر أن يجمع أوراق الطلاق – فقد دخل إلى المبنى بواسطة هاتفه المحمول T-Mobile الأميركي ، الذي استخدمه للاتصال بالمصادر السرية.
وقال المصدر ان مسؤولي السفارة أخذوا الهاتف وسلموه الى مسؤولي المخابرات السعودية.
وتظهر سجلات واتسآب أن خاشقجي نظر في آخر مرة إلى رسالته على هاتفه الخلوي الأميركي عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء، وهو الوقت الذي دخل فيه السفارة.
ومع ذلك، لا يمكن للمرسل حذف النصوص المرسلة إليه بعد ذلك الوقت والمميزة بأنها غير مقروءة ، مما يشير إلى أن النصوص قد تمت قراءتها عبر برنامج آخر غير تطبيق الهاتف WhatsApp.
أحدث ما قاله الرئيس أردوغان
من جهته أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن القنصلية العامة السعودية في مدينة إسطنبول لديها أحدث أنظمة الكاميرات، وهي قادرة على التقاط أي عصفور أو ذبابة تمر من هناك.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين خلال عودته من المجر على متن الطائرة، ردًا على سؤال عما إذا كان هناك معلومات جديدة حول الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى الأسبوع الماضي خلال زيارته قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأوضح أردوغان أنهم يحققون في الحادثة بجميع أبعادها، “فهي حادثة جرت في بلادنا ولا يمكننا التزام الصمت حيالها، لأنها ليست حادثة عابرة”.
وأكد الرئيس التركي أن خاشقجي ابن أسرة عريقة وكاتب عمود دولي، وأن الحادثة جرت وهو على وشك الزواج من فتاة تركية، خلال مراجعته القنصلية العامة من أجل إجراء معاملات الزواج.
وتابع: “أصدرت التعليمات للمعنيين في اليوم الأول للحادثة، أي الثاني من الشهر (أكتوبر/ تشرين الثاني 2018).. وبدأنا بمتابعتها سواء مع وزارة العدل أو وزارة الخارجية، وكما هو معلوم فإن للحادثة بعد خاص يتعلق بمعاهدة فيينا”.
وبين أردوغان أنهم تناولوا الموضوع بجميع أبعاده، الأمنية والاستخباراتية وغيرها، وتمت متابعة التطورات بشكل مستمر لحظة بلحظة، بما في ذلك إجراءات الدخول إلى تركيا والخروج منها.
وأردف: “هل يمكن ألا يكون هنالك أنظمة كاميرات في قنصلية عامة أو سفارة؟ هل يمكن ألا يكون هناك أنظمة كاميرات في القنصلية العام السعودية التي جرت فيها الحادثة؟ وهذه الأنظمة قادرة على التقاط أي عصفور يطير أو ذبابة تخرج من هناك، علما أن لديهم أحدث هذه الأنظمة”.
ولفت إلى أن السلطات التركية اتخذت خطوات في إطار معاهدة فيينا، وحصلت على ردود بشأن إمكانية دخول القنصلية العامة السعودية لإجراء التدقيقات اللازمة، وأن الإجراءات متواصلة بعد هذه الردود سواء على مستوى جهاز الأمن أو وزارة الخارجية أو الاستخبارات التركية.
واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية هي معاهدة دولية وقعت عام 1961 وتحدد إطارا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة، وتحدد امتيازات البعثة الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظيفتهم دون خوف من الإكراه أو المضايقات من قبل البلد المضيف.
وتشكل الاتفاقية الأساس القانوني للحصانة الدبلوماسية وتعتبر موادها حجر الزاوية في العلاقات الدولية الحديثة. واعتبارًا من فبراير2017/ شباط تم التصديق عليها من قبل 191 دولة.
واستطرد أردوغان: “لن يكون صائبًا حاليًّا أن أجري تقييمًا بناء على توقعات، ولكن لدينا مخاوف، ونراها صادرة من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، سواء من السيد ترامب أو بومبيو أو بنس… جميعهم يعبّرون عن قلقهم حيال هذه الحادثة”.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة الانتظار إلى حين اتضاح الصورة في نهاية الإجراءات، من أجل إبداء التقييم الأساسي.
أردوغان ختم حديثه بالقول إنه “بعد الحصول على النتائج والوثائق، فإننا حتما سنقوم بدورنا بالتقييم اللازم. ولكننا قلقون”.