مرايا – قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في ختام محادثاته في الرياض إن القادة السعوديين “وعدوا بمحاسبة كل شخص تكشف تحقيقاته أنه يجب أن يحاسب” في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي. وفي إطار هذه القضية نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الثلاثاء أن أحد المقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من بين الأشخاص الذين حددت السلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي.
صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في ختام محادثاته في الرياض، أن القادة السعوديين لن يستثنوا أحدا في تحقيقاتهم بشأن اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء في الرياض بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لبحث قضية خاشقجي.
وقال بومبيو للصحافيين المسافرين معه قبل أن تقلع طائرته من الرياض إلى أنقرة، إن القادة السعوديين “وعدوا بمحاسبة كل شخص تكشف تحقيقاته أنه يجب أن يحاسب”. وردا على سؤال عما إذا كان هذا التعهد ينطبق على شخصية قد تكون من أفراد العائلة الملكية السعودية، صرح بومبيو “أنهم لم يحددوا أي استثناء يتعلق بالذين سيحاسبونهم. كانوا واضحين جدا”.
ومساء الثلاثاء ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن أحد المقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من بين الأشخاص الذين حددت السلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. ووفق ما أفادت الصحيفة التي نشرت صورا عدة لدعم ما كتبته، فإن هذا الشخص رافق ولي العهد خلال زياراته للولايات المتحدة في آذار/مارس 2018 ولمدريد وباريس في نيسان/أبريل 2018.
وقد نشرت السلطات التركية صورة له لدى وصوله إلى مطار إسطنبول.
وأضافت “نيويورك تايمز” أن ثلاثة مشتبه بهم آخرين مرتبطون بأجهزة أمن ولي العهد السعودي البالغ من العمر 33 عاما، حسب شهود أو مصادر أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك رجلا خامسا أيضا، هو طبيب شرعي وقد شغل مناصب عليا في وزارة الداخلية السعودية وفي القطاع الطبي السعودي، مشيرة إلى أن “شخصية بهذا الحجم لا يمكن أن تديرها إلا سلطة سعودية عليا”.
وقالت الصحيفة إنها تأكدت بنفسها من أن “تسعة على الأقل من الأشخاص الـ15 (المشتبه بهم) كانوا يعملون في أجهزة الأمن السعودية أو الجيش أو وزارات أخرى”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن 11 على الأقل من هؤلاء السعوديين الـ15 لديهم علاقات مع أجهزة الأمن السعودية.
وقالت “نيويورك تايمز” إن موقع المشتبه بهم داخل الحكومة السعودية وعلاقات العديد منهم مع ولي العهد “يمكن أن تجعل تبرئته من أي مسؤولية (عن اختفاء خاشقجي) أكثر صعوبة”.
وأضافت أن “وجود طبيب شرعي متخصص بالتشريح يوحي بأن العملية قد تكون أعدت بهدف الموت منذ البداية”.
وقالت “واشنطن بوست” إن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة بأن لديها تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو تظهر كيف تم “استجواب” خاشقجي “وتعذيبه ثم قتله” داخل القنصلية قبل أن يتم تشويه جثته.
مبدأ “قرينة البراءة”
من جانبه طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يُطبَّق مبدأ “قرينة البراءة” لصالح السعودية في إطار الأزمة التي أثارها اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقال ترامب في تصريح لوكالة أسوشييتد برس “مرة أُخرى، أنت مذنب حتى تثبُت براءتك. أنا لا أحب هذا”.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى عدم التسرّع في تحميل المسؤولية للسُلطات السعودية، مذكّرًا بقضية القاضي بريت كافانو الذي رشّحه لعضوية المحكمة العليا الأميركية وكان متهمًا بارتكاب اعتداء جنسي. وأضاف ترامب “لقد شهدنا ذلك مع القاضي كافانو، وفي نظري هو كان بريئًا تمامًا”.
وشدّد الرئيس الأمريكي على “ضرورة معرفة ما حصل أوّلاً”، مشيرًا إلى أنّ التحقيق الذي بدأه السعوديون في شأن خاشقجي قد يستمرّ “أقل من أسبوع”.