مرايا – عاد السلوك المارق لإيران مرة أخرى إلى الواجهة، مؤخرا، مع إعلان الدنمارك استدعاء سفيرها من طهران، إثر الكشف عن مخطط من نظام الملالي لاستهداف أفراد في قلب كوبنهاغن.

وقال وزير الخارجية الدنماركي، أندريس سامويلسن، إنه سينقل ما دبرته طهران إلى الاتحاد الأوروبي، حتى تتم مناقشته على نطاق أوسع بالنظر إلى كون دول أوروبية أخرى معنية بهذه التهديدات، وأضاف أنه سيطلب فرض عقوبات أوروبية على نظام طهران.

وفي الصيف الماضي، تم إحباط مخطط إيراني آخر لاستهداف تجمعا للمعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس، وكشفت النيابة العامة في بلجيكا أن ديبلوماسيا إيرانيا تورط في المخطط.

وقال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، حبيب جبر، وهو من المستهدفين الذين نجوا من المخطط الأخير في كوبنهاغن، إن ما كشفته الدنمارك ليس سوى “جزء بسيط” مما دأبت إيران على القيام به، فـ”طهران معروفة بملاحقة خصومها حيثما وجدوا لأجل تصفيتهم”.

وأضاف جبر، في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، الأربعاء، أن “هذه الاستراتيجية الإرهابية قادت إلى تصفية عدد من المعارضين مثل الأكاديمي الكردي عبد الرحمن شفكندي سنة 1992”.

وأوضح القيادي في الحركة الأحوازية، أن المحاولة الأخيرة التي جرى إحباطها مؤخرا ليست الأولى، “ففي ديسمبر الماضي كانت هناك محاولة أخرى فاشلة لأجل تصفيته”.

وأثنى جبر على السلوك الشجاع للدولة الدنماركية تجاه إيران، وأكد أن “المواقف ما زالت تتفاعل في البلاد بعدما تطاولت طهران إلى أفراد في قلب بلدان ذات سيادة”.

وأشار إلى أن “المخابرات الغربية على دراية بتحركات إيران المريبة في الدول الأوروبية والخلايا النائمة، التي يجري تسخيرها لأجل الاستعانة بها عند الحاجة”.

ولا يستبعد جبر أن تستمر إيران في هذا النهج، فقبل فترة قصيرة فقط نفذت اعتقالات عشوائية في منطقة الأحواز إثر وقوع انفجار “دون استثناء الأطفال ولا النساء من التوقيف التعسفي”.

لكن من سوء حظ طهران، أن الكشف عن هذا المخطط “الجهنمي” يأتي في الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول الأوروبية التشبث بتعاون اقتصادي مع إيران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم سنة 2015.

وتجد الدول الأوروبية نفسها محرجة أمام المجتمع الدولي وهي ترى أن إيران، التي تبحث عن تطبيع للعلاقات مع الغرب، لم تعدل بعد عن عدائيتها تجاه الجيران والمعارضين وحتى من يفترض أنهم على وشك أن يصبحوا أصدقاء.