مرايا – اعتبر دبلوماسي أميركي سابق، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا يعادل في “فداحته” قرار الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من العراق عام 2011.
ففي مقال نشره السفير الأميركي السابق في الدنمارك جميس كين في صحيفة “واشنطن بوست” اعتبر أن سحب القوات الأميركية من سوريا يعتبر خاطئا، وسيؤدي إلى نفس تداعيات انسحاب القوات الأميركية من العراق قبل 7 أعوام، والذي اتخذه أوباما مما ساهم بصعود التطرف الأصولي والتمهيد لظهور تنظيم داعش هناك.
وأوضح كين أن الانسحاب الأميركي من سوريا، سيؤدي إلى عودة التطرف الأصولي بقوة، سواء أكان تحت مسمى “داعش” أو ظهور منظمات إرهابية بأسماء أخرى.
كما أشار الدبلوماسي في مقالته، إلى أضرار أخرى ستلحق بواشنطن جراء قرار ترامب، فانسحاب أميركا سيمنح إيران فرصة أكبر لمد نفوذها الأصولي والإرهابي في المنطقة وصولا إلى البحر المتوسط.
كما سيمنح نظام الرئيس السوري بشار الأسد موارد ثروة كبيرة من خلال السيطرة مرة أخرى على منطقة كانت تنتج أكثر من 60 بالمئة من النفط، مما “سيعطي آلته القميعة المزيدة من القوة”، حسب تعبيره.
وأشار أيضا، إلى مطامع تركية وروسية في المنطقة بالإضافة إلى الأطماع الإيرانية، مضيفا: “ترامب يقول إنه لا يريد لأميركا أن تكون شرطي الشرق الأوسط دون مقابل، ولكن في حقيقة الأمر أنه بإمكان بلادنا أن تحصل على المقابل المجزي، من خلال دعم حلفائنا (قوات سوريا الديمقراطية)، ومساعدة السكان هناك على بناء بلادهم ودعمهم للوقوف في وجه الإرهاب”.
وأردف: “من دون دعمنا سيجري نهب هذه المناطق مرة أخرى من قبل نظام دمشق، أو طهران، أو اسطنبول، أو حتى موسكو، وذلك سيشكل ضربة قوية لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنؤكد كلامنا خصومنا في الشرق الأوسط أن أميركا تتخلى عن حلفائها، وأيضا هذا سيعني للعالم أن نتخلى عن مبادئنا التي منحت الآمال للكثيرين في أصقاع المعمورة منذ أكثر من 200 عام”.
وفي نهاية المقال حث كين الرئيس ترامب على مراجعة قراره بشأن هذا الانسحاب، مذكرا إياه أن “صهري العزيز” قد قضى في تفجيرات لداعش في العاصمة البلجيكية بروكسل.