مرايا – بعد أن لاحت في الأفق بوادر حل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، ظهرت عوائق جديدة وسط معلومات عن خلافات بين الحليفين، ميليشيات حزب الله وحزب التيار الوطني الحر المحسوب على رئيس البلاد، ميشال عون.
وبعد أكثر من 7 أشهر منذ إجراء الانتخابات العامة، يحتاج لبنان، الذي يعاني وطأة الديون وانخفاض معدل النمو الاقتصادي، بشدة لتشكيل حكومة لتنفيذ إصلاحات مطلوبة منذ فترة طويلة، بهدف وضع الدين العام على مسار مستدام.
وفي حين نقلت وسائل إعلام لبنانية في اليومين الماضيين عن مصادر، أن الطرفين يتادلان الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري، ذهبت مصادر أخرى إلى أبعد من ذلك، حين اعتبرت أن التحالف بين الطرفين بات على وشك الانهيار.
وحمّلت مصادر مقربة من حزب الله، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مسؤولية التخبط الحكومي وعودة الأمور الى المربع الأول، معتبرة أنه يحاول بشتى الوسائل الحصول على الثلث المعطل داخل الحكومة.
في المقابل، قالت مصادر التيار إن التطورات السلبية الأخيرة في الملف الحكومي تأتي في إطار الانقلاب على التفاهمات، وعلى ولاية عون الذي يعد الأب الروحي للتيار الوطني الحر، وهو صهر باسيل.
والسبت، سحب نواب اللقاء التشاوري، الذي يضم 6 نواب سنة متحالفين مع حزب الله، اسم ممثلهم في الحكومة جواد عدرا، بعد رفضهم أن يكون من حصة الرئيس داخل الحكومة، ومطالبتهم بأن يكون ممثلا حصريا عنهم.
وكانت أزمة تمثيل السنة من خارج تيار المستقبل الذي يترأسه الحريري، ومطالبات باسيل بإعادة توزيع الحقائب وإصراره على الثلث المعطل، أدت إلى توقف محركات تشكيل الحكومة بالكامل، مما ساهم في تعميق الأزمة السياسية في البلاد.
وأبدى رئيس البرلمان نبيه بري، أمام زواره، قلقه مما آلت إليه الأمور في الملف الحكومي، معربا عن خشيته من أن يكون خلف التعطيل شيء كبير حتى الآن لم يتضح بالنسبة إليه.
أما رئيس الحكومة المكلف، فقد فضل الصمت بوجه معطلي الحكومة، وإزاء الانتكاسات التي أصابت المبادرات والمحاولات الأخيرة لتشكيلها، مغردا عبر “تويتر”: “لا بد أحيانا من الصمت ليسمع الآخرون”.
وتقول مصادر الحريري إنه بدأ إجازته خارج لبنان، الاثنين، بعد عودة الأمور الى نقطة الصفر مجددا، في حين رأى النائب السابق وليد جنبلاط عبر “توتير”، أن “الحكومة لم تستطع الإقلاع لمزيد من التشاور ومزيد من الدين”.