بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على اتفاق أحزاب الائتلاف الحكومي في إسرائيل على الذهاب لانتخابات مبكرة في إبريل/نيسان المقبل، وضع رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، بيني غانتس، أمس الثلاثاء، حداً للتكهنات بإقامة كتلة وسط يسار تخوض الانتخابات بشكل موحد، يمكنها أن تساهم في كسر الموازين السياسية في إسرائيل وتهديد فرص بنيامين نتنياهو بالفوز بولاية خامسة.
وقد رفض الجنرال غانتس، أمس، عرضاً من زعيم “المعسكر الصهيوني” أفي غباي بالانضمام إلى الحزب، تمهيداً لخوض الانتخابات معاً، معلناً أنه يعتزم تشكيل حزب جديد يطرح مواقف سياسية “تصنف في معسكر الوسط، مع التشديد على “مسؤولية أمنية”.
وشكل هذا الإعلان عملياً ضربة لـ”المعسكر الصهيوني” واليسار، اللذين كانا يعلقان آمالاً على ضم الجنرال الذي يحظى بتأييد شعبي في أوساط الإسرائيليين، لكن لطالما كانت مواقفه السياسية والأمنية غير معروفة.
وعززت ثلاثة استطلاعات للرأي العام، نشرتها ثلاث قنوات إسرائيلية، أمس، هذه الحقيقة عندما بينت أن غانتس لن يكون قادراً بمفرده على إحداث التغيير المنشود، أو خلق حالة سياسية قادرة على كسر تفوق حزب “الليكود” بقيادة نتنياهو.
وحصل حزب “الليكود”، وفق استطلاعات “القناة الأولى” على27 مقعداً في أقل تقدير، بينما حصل وفق “القناة الثانية” (شركة الأخبار)، على 29 مقعداً، فيما نال وفق “القناة العاشرة” 30 مقعداً. في المقابل، تراوحت قوة الجنرال غانتس منفرداً بين 10 مقاعد و16 مقعداً، مع انهيار في قوة المعسكر الصهيوني (حزب العمل وحزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني) إلى 9 مقاعد بحسب “القناة الأولى” (كان)، و11 مقعداً بحسب شركة الأخبار، و10 مقاعد بحسب “القناة العاشرة”.
وفي المجمل، حتى لو تحالف غانتس مع المعسكر الصهيوني فإن التحالف الجديد يحصل في أحسن حال على 25 مقعداً مقابل حصول “الليكود” في هذه الحالة على 31 مقعداً.
من جهة ثانية، يبدو أن النائبة أورلي أفيكسيس ليفي، ابنة وزير الخارجية الأسبق دافيد ليفي، يمكنها أن تحصل على ما بين 4-6 مقاعد تعزز كتلة اليمين بعد الانتخابات، مع احتمال عدم اجتياز حزب “شاس”، أو حتى حزب أفيغدور ليبرمان نسبة الحسم.
ووفقاً للاستطلاعات المختلفة، فإن كتلة اليمين ستحصل في أقل تقدير على 63 مقعداً بينما لا يبدو أن اليسار سيتغلب على الخلافات الداخلية والشخصية بين أقطاب أحزابه بما قد يحول دون تشكيل كتلة كبيرة قادرة على تهديد فرص نتنياهو.