مرايا – طوت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” عام 2018 بصعوبة، بعد كم الأزمات التي رافقتها وخاصة بعد لأن خاض جميع الفلسطينيين لأول مرة منذ النكبة حرباً شرسة لبقائها على الأرض قائمة لحفظ حقوق اللاجئين، تحديداً بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الامريكية نهاية العام الماضي خطتها السياسية لإنهاء قضية اللاجئين ليدفع ثمنها اللاجئين وعدد كبير من موظفيها سواء من المهندسين او المعلمين او موظفي الطوارئ بحجة الازمة المالية التي طالتها، اضافة ً الى تقليص الخدمات في الصحة والتعليم والعديد من البرامج الاخرى.

تصريحات ترامب وإجراءات الولايات المتحدة ضد الاونروا ، جاءت ترجمة لتهديداته بإنهاء القضية الفلسطينية ،وبعد الإعلان عن القدس عاصمة “لإسرائيل” لتكون البداية ومحاولة فردية بعيدةً عن كافة دول العالم التي رفضت قرار وقف تمويل الاونروا ، بل وحاولت ترميم الازمة التي أحدثتها الولايات المتحدة الامريكية .

البداية

بداية الازمة كانت بعد ثلاثة ايام من بداية عام 2018 عندما هدّدت الولايات المتحدة الأمريكية بوقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إذا لم تعد السلطة الفلسطينية لمفاوضات عملية السلام مع الاحتلال “الإسرائيلي”.

وقالت “الولايات المتحدة هي إحدى الدول الكبرى التي تمول وكالة الأونروا بمبلغ يقدر بـ “300 مليون دولار سنويا”، مشيرةً إلى أنّ استمرار الولايات المتحدة في تمويل الأونروا ليس مضمون.

وبيّنت هايلي “إن الرئيس ترامب لا يريد إضافة أو تقليص تمويل الفلسطينيين حتى يوافقوا على العودة للمفاوضات مع “إسرائيل”.

“الكرامة لا تقدر بثمن”

لم تمر عدة أيام على تهديدات الولايات المتحدة حتى سارع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بيير كرينبو ليطلق حملة عالمية من قطاع غزة، لدعم الوكالة بعد تقليص الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها للمنظمة الدولية بشكل حاد.

وقال كريبنول، خلال مؤتمر صحفي عقده بمدرسة للاجئين في مدينة غزة: “نحن في لحظات حرجة للغاية، ولأجل ذلك نطلق حملة عالمية باسم “الكرامة لا تقدر بثمن” لدعم الوكالة التي تقف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين”.

وأوضح المسؤول الأممي أن الحملة أُطلقت بسبب التقليص الدراماتيكي الأمريكي في التمويل المقدم للأونروا، مضيفًا “هذه أزمة غير مسبوقة، وهذا القرار كان مفاجئًا وضارًا في نفس الوقت”.ودعا “كل الناس” لمساعدة الوكالة وتمكينها من تنفيذ التزاماتها نحو اللاجئين الفلسطينيين لإبقائهم على قيد الحياة.

وكان احمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أن تكرار العجز المالي في الموازنة الاعتيادية لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” يعود لأسباب سياسية وليست مالية بهدف تصفيتها لا سيما وأنها تمثل الشاهد الدولي على نكبة الشعب الفلسطيني.

بداية الازمات

في 15 يناير (كانون الثاني) 2018، أعلنت الأونروا الاستغناء عن خدمات أكثر من 100 موظف من الفلسطينيين العاملين لديها في الأردن، المصنفين ضمن نظام المياومة (عمال النظافة وأذنة المدارس والعيادات)، بوصفها تدابير لتوفير التكلفة وضبط النفقات، إزاء العجز المالي الذي يضرب المنظمة،

وفي 25 من فبراير (شباط)، أعلنت الأونروا أيضًا إلغاء عقود عمل أكثر من 100 مهندس في قطاع غزة، يعملون لديها في مشاريع مختلفة، وهم موعودون بالتثبيت من قبل الإدارة، لحاجتها لهم في إدارة المشاريع.

هذه الخطوة تعد سابقة خطيرة، وغير قانونية، ومخالفة قانونية لآلية التمديد لموظفي العقد الدائم، وفق ما قاله رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا أمير المسحال لـ«ساسة بوست».

توقيف برنامج الطوارئ، الذي يشمل ألف عامل، إضافة إلى إبلاغ كافة العاملين بتأجيل صرف رواتبهم عن شهر يوليو المقبل، في حال لم تتوفّر لديها سيولة مالية.

وقالت البطش: «أبلغونا أنّ ميزانيّة برنامج الطوارئ انتهت، ولن يتم تجديد عقودهم، ولا معلومات عن مصيرهم بعد هذا القرار أيضًا». وأضافت: «هذه جريمة كاملة، من غير المعقول فصل ألف موظف يعملون في بند الطوارئ بقطاع غزة منذ 15- 20 سنة في هذه الأوضاع التي يعيشها القطاع، و150 موظفًا على ذات البند في الضفة المحتلة، ومن الواضح أن هذه الإجراءات ستطال غيرهم».

هذه الإجراءات، حذر منها اتحاد الموظفين، دون إبداء إدارة «الأونروا» أدنى اهتمام لها، دفعت الموظفين للاعتصام أمام مبنى المنظمة وسط غزة .

انتهاء الازمة بعد عدة شهور ولكن ، دون حلول مرضية والاتفاق على تجديد للعقود لعدد منهم بنظام البارت تايم ، او تحويل عدد اخر للعمل كبطالة وانهاء عمل آخرين .

وقف كامل للتمويل

في الواحد والثلاثين من شهر اب أغسطس قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشكل كامل، وذلك بعد مرور أشهر على خفض الدعم المادي للمنظمة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي شككت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في إحصاء الأمم المتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين واستبعدت حق العودة، وذلك في أحدث خطوة من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب، في الاعتراض على كيفية تسليم مساعدات الإغاثة للفلسطينيين.

وكُشف قبل أيام النقاب عن خطة أميركية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن تفاصيل وحيثيات الخطة مطلع الشهر المقبل.

الأونروا تقلص الفجوة

قال مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إنها اقتربت من تقليص الفجوة في التمويل التي سببها فقدان 300 مليون دولار من المساهمات الأمريكية.

وأوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمويل الوكالة بعد أن رفض تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة “لإسرائيل”.

وقال مفوض عام الوكالة بيير كراهنيبول إنه منذ تحرك ترامب، أصبح الاتحاد الأوروبي أكبر مانح للأونروا بينما زادت اليابان تمويلها وقدمت أربع دول خليجية هي السعودية وقطر والكويت والإمارات 200 مليون دولار.

وأبلغ الصحفيين أن قطع التمويل الأمريكي جعل 2018 عاما صعبا على الوكالة التي تدير مدارس وعيادات لنحو 5.4 مليون فلسطيني عبر الشرق الأوسط بما في ذلك في قطاع غزة والضفة الغربية.

وبدأت الوكالة عام 2018 بنقص قيمته 146 مليون دولار في ميزانيتها المقررة وقيمتها 1.2 مليار دولار. وزادت هذه الفجوة إلى 446 مليون دولار بعد أن أعلن ترامب قطع التمويل، الأمر الذي أجبر كراهينبول على السعي للعثور على مصادر تمويل جديدة من دول أخرى ومانحين من القطاع الخاص.

وقال “قررنا عدم الوقوف ساكنين والشكوى بل التواصل وتدشين حملة عالمية تحت عنوان الكرامة لا تقدر بثمن وأدى هذا إلى تحرك حقيقي من المجتمع الدولي”.

وأضاف “جمعنا حتى الآن 382 مليون دولار من التمويل الإضافي الأمر الذي يعني أننا قلصنا الفجوة إلى 64 مليون دولار. لا نزال على تواصل مع عدد من الدول ونأمل أن تنغلق هذه الفجوة خلال أسبوعين”.

وأضاف أنه لأمر طيب على الأقل أن يكون المانحون من منطقة أكبر جغرافيا وأكثر تمثيلا للأمم المتحدة ككل. لكن لا بد من أن تستقر التبرعات الجديدة لتظل الأونروا ممولة العام المقبل والسنوات المقبلة.

“لم نخرج من المأزق (بعد)”

وقوبل اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بإدانة دولية من قادة العرب وانتقادات في جميع أنحاء العالم. وجاء خلافا لعقود من السياسة الأمريكية التي ترى أن وضع المدينة ينبغي أن يتحدد في مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.