مرايا – كشفت معطیات جدیدة، نشرتھا صحیفة ”ھآرتس“ الإسرائیلیة، أن 3413 فلسطینیا مقدسیا، حصلوا في السنوات الـ 16 الماضیة، على الجنسیة الإسرائیلیة، من أصل 11180 طلبا تمتقدیمھا خلال ذات الفترة. ویستدل من التقریر، أنھ في حین كان الاحتلال معنیا في سنوات مضت،

بعملیات تجنیس، بھدف التلاعب في ھویة القدس المحتلة، إلا أنھ تراجع، في ظل ما یعتبره خیارا أقوى، وھو الاستیطان، وتضییق الخناق على الفلسطینیین.

وحسب الاحصائیات الإسرائیلیة، فإن في القدس المحتلة 340 ألف فلسطیني، إلا أن من بینھم حوالي 30 ألفا من حملة الجنسیة الكاملة، والباقي، بحوزتھم بطاقة ”مقیم“ إسرائیلیة“، فرضتھا علیھا سلطات الاحتلال، بموجب قانون الضم الاحتلال. 

أما أصحاب الجنسیة الكاملة، فإن من بینھم 10 آلاف ھم من فلسطینیي 48 ،غالبیتھم (حوالي 7 آلاف) ھم من أبناء شطر 48 من قریة بیت صفافا، والباقي ھم من فلسطینیي 48 وانتقلوا للعیش في المدینة على مر السنین، والقسم الأكبر من

ھؤلاء من قرى أبو غوش وبیت نقوبا وعین رافا، الواقعة في غرب القدس.

وبموجب القانون الإسرائیلي، فإن جمیع المقدسیین یحق لھم الانتخاب للبلدیة، ولكن لیس للبرلمان، الذي یصوت لھ حملة الجنسیة الكاملة. ویقاطع جمیع 5,98 % من المقدسیین انتخابات البلدیة، بمن فیھم حملة الجنسیة الكاملة، أما بشأن التصویت للكنیست، فإن المشاركة، حسب ما یستدل من

صنادیق الاقتراع، تقتصر على شطر 48 من قریة بیت صفافا، والغالبیة الساحقة من أصواتھا تتجھ للقوائم التي تمثل فلسطینیي 48.

وحتى سنوات التسعین، كانت تنادي أصوات إسرائیلیة، بفسح المجال أمام أھالي القدس للحصول على الجنسیة الإسرائیلیة، وكان أعداد ”المقبولین“ أكثر. 

إلا أن ھذا التوجھ انقلب في سنوات الألفین، كما یظھر من الإحصائیات التي نشرتھا صحیفة ”ھآرتس“. 

ففي السنوات التي كانت تقع فیھا الحروب، وتشتد فیھا المقاومة الفلسطینیة، كانت أعداد المقبولین، تنخفض بشكل حاد جدا، ففي العام 2014 ،كان عدد الحاصلین 53 مقدسیا، و24 مقدسیا في العام التالي 2015 ،ثم 7 فقط في العام

2016 .وھذا الحال وجدناه في الانتفاضة الثانیة، 21 مقدسیا في العام 2003 ،و68 في العام 2004 ،ولم تظھر إحصائیات من قبل.

وقالت ھآرتس، إنھ ”رغم أن القانون الإسرائیلي یسمح مبدئیا للفلسطینیین من سكان القدس الشرقیة (المحتلة منذ 67 (بالحصول على الجنسیة، إلا أن مسار العقبات في الطریق إلى الاعتراف الموعود بھم یصبح صعبا وطویلا سنة بعد أخرى. صحیح أنھ حتى الآن فقط الطابور لتعیین موعد یقدم فیھ المقیم من القدس الوثائق یمتد لثلاث سنوات. 

بعد ذلك ینتظر 3 إلى 4 سنوات للقرار. 

ویبدو أن إسرائیل تفعل كل ما في استطاعتھا للعثور على سبب لرفض الطلب: بدءا من اللغة العبریة بمستوى جید، ومرورا بالشكوك حول الاخلاص للدولة وحتى الشك بأن من یطلب الحصول على الجنسیة لدیھ أملاك في المناطق“ حسب تعبیر تقریر ھآرتس.

وفي المجمل، یقول التقریر، إنھ من العام 2003 ،وحتى نھایة العام 2018 ،تم تقدیم 11180 طلبا للحصول على الجنسیة، بینما بلغ عدد الحاصلین 3413 مقدسیا، وھؤلاء یشكلون 1 % من اجمالي الفلسطینیین في القدس.