مرايا – أعلن سياسيون عرب ويهود، يوم الثلاثاء، عن تأسيس حزب عربي – يهودي جديد، يحمل اسم “لأجلنا”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، في تل أبيب، حيث وزع القائمون على الحزب بيانًا، حول برنامجه وأهدافه.

وقال الحزب، في بيانه، إنه سيطرح “برنامجًا اجتماعيًا اقتصاديًا انطلاقا من الإرادة الحقيقية لدى المجتمع العربي في إحداث تغيير”، وفق هيئة البث العبري (رسمية).

ونوه بحالة “عدم الرضا عن أداء القيادة الحالية (العربية) في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي”.

وقال رئيس الحزب وليد ذياب إن هذه القيادة “نبذت” التعامل مع القضايا الاجتماعية الاقتصادية الشائكة الموجودة على جدول أعمال المجتمع العربي، واختارت الخطاب “القومي الانفرادي المتطرف”.

واعتبر أن ذلك “لم يثمر عن أي إنجاز بل ألحق الضرر بالمجتمع العربي”.

ورأى ذياب أن فكرة ولادة الحزب الجديد نابعة من “خيبة الأمل الكبيرة وإحباط الجمهور العربي من ممثليه في القائمة العربية المشتركة”.

ويضم الحزب عاموس دانيئيلي، والذي كان في السابق، مقاتلًا في وحدة استطلاع هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.

يقول رئيس الحزب وليد دياب” .” اعتماد الخطاب القوموي من قبل “القائمة المشتركة” أدى إلى إهمال معالجة المشاكل الاجتماعية “

واردف البيان :” وقد سبق تأسيس الحزب عمل بحثي ودراسة ميدانية شاملة، شملت ضمن سائر الأمور إجراء استطلاعات للرأي والبحوث المتعمقة من قبل شركة بانل بوليتيكس. إذ تتبين من الدراسات صورة واضحة تفيد بكون 68% من المجتمع العربي قد سئموا من الخطاب السياسي القومي الذي يتناول القضية الفلسطينية لأنه يمس بالجهود التي يبذلها المواطنون الإسرائيليون من العرب من أجل الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.

كما يتبين منها أيضًا أن 61% يفضلون أن تتناول الشخصيات المنتخبة القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع العربي في الحياة اليومية بدلاً من القضايا الخارجية .

إلى جانب هذه المعطيات يكشف الاستطلاع أن اعتماد الخطاب القوموي من قبل “القائمة المشتركة” أدى إلى إهمال معالجة المشاكل الاجتماعية، والتي تُعتبر المشاكل الحقيقية التي تؤرق المجتمع العربي في إسرائيل” .

واردف البيان :” خلال المؤتمر الصحفي، طرح الحزب رؤيته وأهدافه إلى جانب برنامج مرتب يعنى بالترويج لسلسلة من الخطوات الجوهرية والتي ستفضي إلى تحسين مكانة المواطنين الإسرائيليين من العرب ودمجهم ضمن المجتمع الإسرائيلي في كافة مجالات الحياة..

من بين المواضيع الاجتماعية المختلفة الموجودة على جدول أعمال الحزب تكوين توزيع متكافئ للموارد، تحسين مستوى النظام التربوي التعليمي، القضاء على الأعمال الإجرامية والعنف في المجتمع العربي، إعداد خطة شاملة تعنى بدعم الفئة النسوية ضمن المجتمع العربي، والترويج لمخطط تقسيم إلى مناطق قطري سيشكل أساسًا لحل نقص المساكن في المجتمع العربي، وسن قوانين ستتيح تقليص الفجوات من خلال إتاحة تكافؤ الفرص في الوظائف، وتطوير البنى التحتية المادية في المدن والقرى العربية، والتقليل من عدد العاطلين عن العمل وتعزيز قطاع المستقلين في الدولة مع التشديد على المصالح التجارية المتوسطة والصغيرة الحجم” .

وقال البيان ايضا :” رئيس الحزب ومؤسسه السيد وليد دياب، وهو مواطن إسرائيلي عربي من سكان طمرة في الجليل هو ناشط تربوي اجتماعي يعمل مديرًا لدى إشبوزيت لفطام متضرري المخدرات والكحول من اليهود والعرب وإعادة تأهيلهم. وقد عمل سابقًا كمربي في مدرسة “ياسمين” بيافا وكعامل اجتماعي للشباب والمراهقين في مكتب الشؤون الاجتماعية والرفاهية بطمرة. وقال: “إننا نعيش عصرًا جديدًا، حيث يكون المواطن في المركز. المجتمع العربي قد عانى خلال سنين طويلة من حالة إهمال معالجة المشاكل الاجتماعية والمدنية مما زاد الفروقات ولم يساهم في اندماج الوسط العربي في المجتمع الإسرائيلي. وقد حان الوقت وآن الأوان لإحداث تغيير. سننضم إلى أي حكومة تعتني بحقوق المجتمع العربي. وذلك بعد أن خيّبت القيادة الحالية آمال الكثيرين. إن الانشغال اللامتناهي للقضية بالقضية الفلسطينية يأتي على حساب المواطنين العرب في إسرائيل وكفانا ذلك”.

عاموس دنيئيلي الذي التحق في صفوف الحزب هو مفكر وكاتب، خدم سابقًا في الأجهزة الأمنية وفي وحدة سايرت متكال، كما عمل مستشارًا لدى وزارات حكومية مختلفة وتولى منصب رئيس مديرية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل. وقال :” إنني أعتبر الاعتناء بحصانة المجتمع العربي أمرًا جوهريًا يصب في المصلحة الإسرائيلية . فعلينا تأييد ودعم قدر الإمكان العمل على تقليص الفروقات وزيادة الاندماج.

لا نريد مزيدًا من الاستقطاب والتطرف وإنما الاندماج والتعاون اللذين يصبان في مصلحة كلا الطرفين. إنني أنضم إلى حزب ينتمي إلى الوسط السياسي في إسرائيل وليس لليسار أو اليمين، وأقصد الوسط الاجتماعي الذي يدعم تضافر جهود الدولة والمجتمع. مما يشكل جزءًا لا يتجزأ من الحصانة الاجتماعية. أنا تربيت على نظرية جابوتنسكي وبن غوريون اللذين حلما بنشأة مجتمع متسامح يحترم الأقليات العائشة فيه. وهذا ما أسعى لتحقيقه والذي يعدّ رؤيتي التي أكون مصمما على جعلها حقيقة”.

كما اختار رئيس مجلس قرية عيلبون السابق جريس مطر، والذي يزاول مهنة المستشار الضريبي المعتمد والقائم بأعمال منتدى رؤساء السلطات العربية فضلاً عن خدمته سابقًا لدى الشرطة الإسرائيلية في منطقة تل أبيب، اختار الانضمام إلى جزب لأجلنا اعترافًا منه بضرورة توفر بديل لدى الجمهور”.