مرايا – دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي منعطفا جديدا اليوم بعدما اتسعت الهوة بين الرئيس دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الطرفين اللذين يكادان يملكان وحدهما أوراق حل الأزمة.

وفي تطور غير مسبوق في تاريخ البلاد رفض ترامب السماح لبيلوسي بالسفر على متن طائرة نقل عسكرية على رأس وفد برلماني رفيع إلى أفغانستان باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، معتبرا أن غيابها خارج البلاد سيعرقل أي مفاوضات بينهما لإعادة فتح الحكومة الفدرالية المغلقة جزئيا منذ أربعة أسابيع.

خطوة ترامب هذه جاءت بعد ٤٨ ساعة من طلب بيلوسي منه تأجيل خطاب حالة الاتحاد الذي كان من المقرر إلقاؤه أواخر الشهر الجاري بذريعة عدم قدرة المجلس على تأمين الحماية الشخصية لترامب في أروقته بسبب نقص الكوادر على خلفية الإغلاق الحكومي.

وفي حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إن بإمكان بيلوسي ووفدها استخدام الطائرات التجارية للقيام بالرحلة، استهجن قادة الكونغرس عن الحزب الديمقراطي خطوة ترامب التي كشف فيها عن رحلة سرية لبيلوسي – التي تصبح بموجب الدستور رئيسة للبلاد في حال وفاة الرئيس ونائبه أو حدوث أي طارئ يمنعهما من ممارسة مهام الرئاسة – لأرض تعتبر أرض معركة ما يعرض سلامتها والوفد المرافق لها للخطر.

وفي مسعى لوضع حد لهذا الإغلاق الأطول في التاريخ أقر مجلس النواب هذا الأسبوع مشروع قانون لموازنة جزئية تسمح بفتح المؤسسات المغلقة حتى نهاية الشهر المقبل على أمل التوصل قبل ذلك إلى اتفاق مع ترامب بتمويل الحكومة حتى نهاية السنة المالية في الثلاثين من أيلول المقبل يأخذ بعين الاعتبار مسألة تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك ولكن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل يرفض مجرد مناقشة مشروع القانون في المجلس بذريعة حتمية نقض ترامب له لتبقى القضية رهينة الحسابات الحزبية الضيقة ولتستمر معاناة أكثر من مليونين ونصف المليون أمريكي باتوا بلا مصدر دخل يكفيهم مؤونة الحياة وتكاليفها.

يذكر أن الإغلاق يشمل تسع وزارات من بينها وزارة الخارجية التي تمكنت اليوم من ايجاد التمويل اللازم لعودة موظفيها إلى العمل لمدة أسبوعين فقط بانتظار حل الأزمة.