مرايا – قال الرئيس محمود عباس يوم السبت إن الموازنة الفلسطينية فقدت 70% من أموالها جراء اقتطاع سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزءًا من أموال المقاصة، مشيرًا إلى أن حكومته “ربما تصرف 40% من راتب الشهر المقبل، وقد تضطر لعدم دفع الرواتب”.
وأضاف عباس “نحن الآن نعاني كثيرًا من فقدان جزء كبير من أموالنا تعادل 70 % من موازنتنا، فاضطررنا إلى صرف نصف رواتب الموظفين، وربما الشهر المقبل 40%، وبالنهاية قد نضطر لعدم دفع الرواتب ومصاريف المؤسسات، وعلى البلد، والسبب هو حكومة إسرائيل”.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عباس وفدًا من طلبة جامعة هارفارد الأميركية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.
وأوضح عباس أن خصم سلطات الاحتلال من أموال المقاصة الفلسطينية وصل إلى 182 مليون شيقل.
وأكد أن السلطة سيكون لها موقفًا من تلك الإجراءات بعد الانتخابات الإسرائيلية، لكنه استدرك بقوله: “أستبعد العنف ولن نستعمله، ولن نقبله إطلاقًا، ولكن لدينا ما نفعله للوصول إلى حقوقنا أو للاحتجاج على سلبنا لحقوقنا”.
وشدد على “أننا نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقًا أخر للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات (..) نؤمن بالسلام، ونؤمن بالأمن للجميع، فلدينا 83 اتفاقية تعاون لمكافحة الإرهاب مع 83 دولة منها أميركا”.
العلاقة مع حماس
وبشأن العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال عباس إن الحركة انقلبت على حكومتها عام 2007، مضيفًا “نحن قررنا أن حل هذه المشكلة لا يتم إلا بالطرق السلمية، وذهبنا للجامعة العربية وقلنا لهم نحن نشكو أمرنا إليكم، وكلفوا مصر بتحقيق المصالحة عام 2007، وإلى يومنا هذا لم يحصل شيء”.
وأضاف “بالرغم من أن الإخوان المسلمين يقومون بالأعمال الإرهابية في مصر، إلا أن مصر تحمّلتهم وجاؤوا إلى القاهرة، واتفقنا في عام 2017 على النحو التالي، الحكومة التي شكلت بيننا وبينهم هي التي تستلم البلد، ومن ثم تجري الانتخابات، ومن بعد نشكل حكومة وحدة وطنية”.
وتابع “لا أذيع سرًا إذا قلت لكم إن الرئيس ترمب كان موافقًا على هذه المصالحة، وأنا كنت سعيدًا أن أميركا توافق على هذه المصالحة”.
وتابع “الشعب في غزة قام وانتفض جائعًا، وإلى الآن هذا الحراك قائم في غزة، ولكن أرجو أن تراقبوا التلفاز في العالم لتروا كيف تعامل حماس أبناء شعبها، كسر وقتل واعتقال، أطفال ونساء وشيوخ، من أجل أن تبقى حماس في هذا المكان”، على حد قوله.
وشهدت مناطق بالقطاع الأسبوع الماضي تظاهرات بدعوة من حراك “بدنا نعيش”، “رفضًا للممارسات والسياسات الاقتصادية والسياسية التي تطال المواطنين”، لكن منظمو الحراك يواجهون اتهامات باستغلال الوضع المعيشي لأهداف سياسية.
وفي الوقت الذي يقول فيه منظمو الحراك إنهم لا يتبعون لجهات معيّنة ويمثّلون المواطنين، زخرت منصات حركة فتح والصفحات الموالية لها على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على الخروج ضد حماس في غزة و”إسقاط الانقلاب”.
العلاقة مع أمريكا
وفي موضوع متصل، قال عباس إنه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد انتخابه أربع مرات، “وفي المرة الرابعة التي التقينا فيها في نيويورك، قال أنا مع حل الدولتين (..) وسأعلن خلال أسبوع ذلك، فقله له على حدود عام 1967 مع تبادل أراض، فقال لي نعم أنا مع هذا، فقلت له إذا كانت إسرائيل غير مطمئنة على أمنها فأنا اقترح أن تأتي قوات الناتو بقيادة أميركية إلى فلسطين لتحمي أمن إسرائيل وأمننا”.
وأضاف “التفت إلى أحد المسؤولين الأمريكان، وقال له كم عندك من الجنود فقال المسؤول ستة آلاف فقال له غير كاف ولكن جهزهم، وقلت له سيادة الرئيس أنا لا أحب الحرب ولا أؤمن بها، وباعتقادي أننا إذا حصلنا على دولتنا فإنني يمكن أن أبني مدرسة أحسن من شراء دبابة، وأن أبني مستشفى أحسن من شراء طيارة مقاتلة، وأنا لا أريد السلاح، بل أريد أن أبني البلد، فقال لي كيف يقولون عنك إرهابي؟، أنت رجل سلام”.
وتابع “هذه آخر جلسة، بعدها بأسبوعين أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، واعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأوقف الأموال عن وكالة الغوث، وألغى المساعدات المقدمة لنا، منها ما كان يقدم للبنية التحتية وغيرها وللجامعات، خاصة جامعة القدس، ومن ثم أعطى موافقة على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية”.
وتابع “كان جوابنا أننا لا نريد التكلم مع الإدارة الأميركية إذا كانت هذه سياستها واستمرت بهذه الرؤية، ولكننا مستعدون للمراجعة إذا قلت يا سيادة الرئيس إن السفارة لن تنقل، وأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين لأنها أرض محتلة منذ العام 1967، فنحن مستعدون للحديث، ونحن أبقينا الباب مفتوحًا، وعليكم أن تراجعوا موقفكم، وإلا لا كلام بيننا وبينكم، وبالنسبة لنا، نحن لم نعد نقبل أميركا وحدها أن تكون حكمًا، لأنها حكم غير منصف، إلا معها دول الرباعية ودول أوروبا والدول العربية، أو أي دول أخرى، لكن لوحدها لن نقبل”.