مرايا- أكدت دار الإفتاء المصرية أن انكشاف جماعة الإخوان وممارساتها دفعت بعض شبابها للانتحار.
وقالت في تقرير لها اليوم السبت إن وحدة الرصد والمتابعة بالدار كشفت إقدام عدد كبير من شباب الإخوان الهاربين في تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها نتيجة عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التي تقوم قيادات الجماعة بتوفيرها من التبرعات مشيرة إلى أن هذه التبرعات تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة لها في دول مختلفة تحت أسماء وهمية.
وأوضحت أن ارتفاع معدل الانتحار بين شباب الجماعة الإرهابية لا يرجع إلى أسباب اقتصادية في المقام الأول، بل هناك أسباب نفسية نتيجة حالة اليأس التي وصل إليها الشباب جراء الصدمة التي اكتشفوها في قيادات الجماعة الإرهابية التي استخدمتهم كدروع بشرية يحتمون بها لتحصيل مكاسب سياسية، وعندما فشلوا في ذلك تاجروا بالشباب لتحصيل منافع مالية قام قادة الجماعة الإرهابية بوضعها في حسابات بنكية خاصة بهم.
وذكرت أن قادة الجماعة لم ينفقوا من هذه الأموال على رعاية الشباب الذين خدعوهم بمعاداة وطنهم والإقامة في تركيا، حيث تأكد الشباب من ممارسة قياداتهم الكذب عليهم بأنهم سيجدون مناخا جيدًا في تركيا يمكنهم فيه بدء حياة جيدة، ولكن الشباب اصطدموا بعنصرية تركية من القيادة والشعب تمارس منهج قادة الجماعة في المتاجرة بقضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية على المستوى القاري أو الشرق أوسطي.
يأس متأزم
وأضافت أن تلك الأسباب مجتمعة أسهمت في دخول شباب الجماعة حالة يأس متأزم أسهمت في فقدانهم الرغبة في الحياة بعدما تبينوا ضياع زهرة شبابهم وراء سراب وخداع تسبب في معاداتهم لوطنهم.
وأشارت إفتاء مصر إلى أن هناك حالة من الشعور بالاغتراب للشباب المنضم إلى جماعة الإخوان بتركيا بعد انكشاف الحقائق عن زيف ادعاءات الجماعة، الأمر الذي يدفعهم نحو الانتحار عندما لا يجدون قوت يومهم، بينما تنفق قيادات الجماعة الإرهابية عشرات الآلاف من الدولارات لإحياء ذكرى تأسيس الجماعة وغيرها من المناسبات التاريخية في أذهان تلك القيادات، متجاهلين العناية بشأن الشباب الذين أقدموا على التضحية بأنفسهم ومستقبلهم إيمانًا بذلك الوهم الذي خدعهم به قيادات الجماعة الإرهابية.
وكشفت الدار أن وقائع الانتحار بين شباب الإخوان تؤكد التصريحات التي أدلى بها الإخواني الهارب “أمير بسام” في يوليو الماضي بأن قيادات من جماعة “الإخوان” أنفقت أموالًا باهظة على عائلاتهم من بينها ما كشف عنه بأن نجل القيادي الإخواني “محمود حسين” قام بشراء سيارة فارهة بمبلغ 100 ألف دولار في الوقت الذي يعاني فيه شباب الجماعة من الشح المالي.
وأوضحت أن هذا الأمر نتج عنه الدخول في صدامات بين قيادات الجماعة وعدد من الشباب بتركيا في الوقت الذي تخصص فيه الجماعة عناصرها في الخارج لجمع تبرعات مالية تحت شعارات دعم الشباب، إلا أن هذه التسريبات تؤكد على تخلي القيادات عن الشباب وبأن المصلحة الشخصية هي الغالبة عليهم.
قصة الـ 130 مليون دولار
وكشفت إفتاء مصر أن هناك تهديدات من عناصر الجماعة بنشر الكثير عن وقائع الفساد والاختلاسات داخل جماعة الإخوان، وهو ما يمثل دليلًا قاطعًا على الكثير من أوجه التلاعب المالي والإداري بداخلها، حيث سبق أن أكد شباب الجماعة أن لديهم الكثير من التسريبات والتسجيلات حول اختلاسات واعترافات من قادتها بأن الأموال التي بحوزتهم تنفق لأغراض شخصية وليس لصالح الجماعة، من بينها ما تردد حول وجود ما يفوق الـ 130 مليون دولار تم إنفاقها دون معرفة أوجه ومصادر الإنفاق.
وكان شاب مصري يتواجد في مدينة إسطنبول التركية قد كشف عن انتحار 3 من عناصر جماعة الإخوان الفارين إلى هناك بسبب تخلي الجماعة عن دعمهم مالياً، ما أدى لسوء أوضاعهم، وتعرضهم للتشرد والجوع.
ونشر الشاب المصري عمر مجدي تدوينة على صفحته على الفيسبوك، يؤكد فيها انتحار 3 من شباب الإخوان الصيف الماضي، مضيفاً أن شاباً رابعاً حاول الانتحار قبل أيام ولكن تم نقله إلى المستشفى وإنقاذه.