مرايا – بعد حوالي 29 سنة من دخولها المطارات التونسية وبقائها هناك دون حراك، تمكنت السلطات التونسية من إيجاد حل للطائرتين العراقيتين الجاثمتين في مطار توزر-نفطة منذ سنة 1991، حيث وافقت السلطات العراقية على منح تونس ما قيمته 4.8 مليون يورو كاتفاق تسوية للمستحقات المالية للخدمات الأرضية للطائرتين العراقيتين وبينهما طائرة البوينغ 747 جامبو الرئاسية التابعة لصدام حسين، وذلك وفق صحيفة الصباح التونسية.
ووقع الجانبان التونسي والعراقي خلال اجتماع ثنائي مشترك للتعاون في مجال النقل الجوي في 27 يناير الماضي على محضر اتفاق تسوية بمبلغ قدره 4.8 مليون يورو.
يذكر أن الاطراف المتداخلة في هذا الملف هي العراق وتونس والكويت والأمم المتحدة، وكانت الكويت بعد خروج القوات العراقية منها تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة اتهمت من خلالها النظام العراقي بتغيير محركات الطائرات الموجودة في تونس وذلك بعد أن استولت عليها من طائرات الخطوط الجوية الكويتية وهو ما جعل الأمم المتحدة تصدر قرارا بحجز هذه الطائرات وهو ما منع السلطات التونسية في البداية من تسليم الطائرات إلى السلطات العراقية هذا بالرغم من مطالبة النظام العراقي السابق بتلك الطائرات. وفق الصحيفة التونسية.
وبعد التثبت من المحركات مكنت الأمم المتحدة الطرف الكويتي من أحد المحركات وبذلك يكون الموضوع بين العراق والكويت قد تمت تسويته.
وبعد سقوط النظام العراقي، انطلقت المفاوضات بين تونس والعراق بحضور مندوب الأمم المتحدة، وعقد الطرفان أكثر من اجتماع حيث تواصلت تلك الاجتماعات طوال سنوات، وتم في نهاية المطاف حصر المستحقات التونسية على طول هذه السنوات من وجود الطائرات بمطار توزر- نفطة الدولي.
وقدرت اللجان المختصة والخبراء من وزارة النقل التونسية وإدارة الخطوط الجوية التونسية بالتنسيق مع الطرف العراقي، تلك المستحقات إلى حدود سنة 2007 بنحو 24 مليون دينار تونسي لتتوقف المفاوضات وقتها وتعود حديثا ليغلق الملف هذا الاسبوع رسميا.
وبخصوص حالة الطائرات التقنية اليوم، فهي غير صالحة للاستعمال وتتطلب تدخلات ضرورية لتأهيلها وعملية التأهيل تتطلب مدة زمنية طويلة وأموالا باهظة، كما أن التخلص منها وبيعها كـ»خردة» غير ممكن باعتبار أن السلطات العراقية لا تود التفريط فيها وتأمل في فض الخلاف المالي مع السلطات التونسية لاسترجاع طائراتها.
وكانت العراق نقلت قبيل حرب الخليج الثانية عام 1991 عدة طائرات خارج أراضيها بعد ان اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا دوليا بفرض حظر جوي على العراق. وتم ايداع 74 طائرة عراقية لدي عدد من البلدان قبل اندلاع حرب الخليج منها في ايران وتونس والأردن وسويسرا.