مرايا – اتسع نطاق تفشي فيروس كورونا المستجد الأربعاء مع تخطي الحصيلة الإجمالية للإصابات في كوريا الجنوبية الألف فيما ارتفع عدد الوفيات في إيران ورُصدت إصابات في دول لم يكن قد وصلها الفيروس ما استدعى تحذيرات شديدة من أن العالم ليس مستعدا لاحتواء الوباء.
وانتشر الفيروس بسرعة في أجزاء من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، رغم تراجع عدد الوفيات والإصابات الجديدة في بؤرة الوباء في الصين.
وعُزلت مدن وبلدات في مسعى لمنع انتشار العدوى، فيما فرضت إجراءات حجر على فنادق في جر الكناري والنمسا الثلاثاء للاشتباه بإصابات.
وأعلنت إيران عن تسجيل أربع وفيات جديدة من بين 44 حالة جديدة سُجلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 19 حالة والإصابات إلى 139، فيما أعلن نائب وزير الصحة إيراج حريرجي أنه أصيب بالفيروس.
وفي مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، رحب بروس آيلوورد الخبير الذي ترأس بعثة خبراء إلى الصين، بإجراءات العزل الكبيرة التي اتخذتها السلطات هناك.
لكنه قال للصحافيين إن دولا أخرى “ببساطة غير مستعدة” لاحتواء الفيروس.
وقال آيلوورد “عليكم أن تكونوا مستعدين للتعامل مع الفيروس على نطاق أوسع … ويجب أن يحصل ذلك بسرعة”.
أودى الفيروس بحياة 2715 شخصا وأصاب أكثر من 78 ألفا في الصين. وأُفيد عن 52 وفيات الأربعاء — وهي أدنى حصيلة يومية منذ ثلاثة أسابيع — لم يكن أي منها خارج بؤرة المرض في مقاطعة هوباي.
وأفادت اللجنة الوطنية للصحة عن تراجع عدد الإصابات الجديدة إلى 406، خمس منها فقط خارج هوباي، وهي حصيلة ستعزز الثقة بأن سائر أنحاء البلاد بصدد احتواء الوباء.
وخارج الصين تم تسجيل أكثر من 40 وفاة و2700 حالة إصابة.
ووصل الوباء إلى عشرات الدول آخرها كان النمسا وكرواتيا وسويسرا.
وتفاقمت تداعيات الوباء أيضا فقد تراجعت بورصات في أنحاء العالم وفرضت قيود على المسافرين وألغيت فعاليات رياضية.
ودعت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة الدول “للاستعداد لوباء عالمي محتمل”.
وحذرت المنظمة من أن الدول الفقيرة بشكل خاص معرضة للخطر.
أعلنت كوريا الجنوبية عن 169 إصابة جديدة الأربعاء ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 1146 إصابة — هي الأكبر خارج الصين — و11 وفاة. ومن بين المصابين عنصر في القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة كارول العسكرية على بعد 30 كلم شمال دايغو، رابع أكبر المدن ومركز الوباء.
والغالبية العظمى — 90 بالمئة — من الإصابات الجديدة سُجلت في دايغو وفي مقاطعة غيونغسانغ الشمالية المحاذية.
ومنذ أيام تبدو شوارع دايغو البالغ عدد سكانها 2,5 مليون نسمة، مقفرة بشكل كبير باستثناء طوابير طويلة أمام المتاجر القليلة التي تبيع الكمامات.
وحضت السلطات الناس على توخي مزيد من الحذر ونصحت المواطنين بالبقاء في منازلهم في حال شعروا بعوارض مثل صعوبة التنفس أو ارتفعت حرارتهم.
وفرضت الصين حجرا على 94 مسافرا وصلوا جوا إلى نانجينغ قادمين من سيول، بعد رصد ثلاثة أشخاص جميعهم صينيون، على متن الرحلة كانت حرارتهم مرتفعة الثلاثاء.
ومن ناحيتها أعلنت حكومة هونغ كونغ الأربعاء عن تقديم مبلغ يوازي 1280 دولاراً أميركياً إلى سبعة ملايين مقيم دائم في مسعى لمواجهة الركود الاقتصادي الذي يفاقمه فيروس كورونا المستجد. وأعلن وزير المال بول تشان عن تقديم المبلغ خلال الكشف عن الموازنة السنوية ورصد 120 مليون دولار للتصدي لأسوأ تدهور اقتصادي تواجهه هذه المدينة التي تعد مركزا ماليا عالميا منذ عقود.
في اليابان ظهرت على عشرات الركاب الذين سمح لهم بمغادرة السفينة السياحية دايموند برينس عوارض من بينها ارتفاع الحرارة وسيطلب منهم الخضوع لفحوص لتحديد الإصابة بالفيروس. وتزامنت الأنباء مع تسجيل وفاة جديدة مرتبطة بالفيروس فيما حضت الحكومة منظمي فعاليات كبيرة في الأسبوعين القادمين، على التفكير في إلغائها أو تقليصها سعيا لاحتواء الوباء.
في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سُجلت الثلاثاء أول إصابة مؤكّدة بالفيروس في الجزائر، فيما باتت إيران تمثل مركزا لانتشار الفيروس مع تسجيل أربع وفيات إضافية جراء وباء كوفيد-19 الأربعاء.
وتجهد السلطات الإيرانية لاحتواء الفيروس منذ الأسبوع الماضي عندما أعلنت عن أول وفاتين في قم التي تعد مركزا للدراسات الإسلامية وتجذب علماء الدين من إيران وخارجها.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي كادت بلاده أن تخوض حربا مع إيران مطلع العام، إن واشنطن تشعر بقلق عميق من أن تكون طهران “قد كتمت تفاصيل حيوية” بشأن تفشي الفيروس على أراضيها.
وغداة تصريحات بومبيو قال الرئيس الإيراني حسن روحاني “لا ينبغي أن نسمح لأميركا بإضافة فيروس جديد إلى فيروس كورونا المستجد اسمه (…) الهلع”،
واعلنت دول خليجية عن تدابير جديدة لوقف الرحلات مع إيران في مسعى لوقف انتشار الفيروس.
أعلنت وزارة الصحة الفرنسية الأربعاء وفاة أول فرنسي بعد إصابته بفيروس كورونا المستجدّ ليل الثلاثاء الأربعاء في باريس مشيرةً إلى أنه كان في الستين من العمر. في المجمل، سُجلت 17 إصابة بهذا الفيروس في فرنسا خمس منها منذ الثلاثاء. وإضافة إلى المتوفى الليلة الماضية، تُوفي سائح صيني ثمانيني في 14 شباط/فبراير.
من جهتها أصدرت اليونان مساء الثلاثاء مرسوما يقضي بتفعيل إجراءات بينها فرض قيود على السفر وإغلاق مرافق عامة في حال تفشي الفيروس. ويسمح المرسوم أيضا بالاستحواذ على أسرة في فنادق وفي عيادات خاصة. وقال المتحدث باسم الحكومة “نحن على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لحماية صحة الناس”.
أما إيطاليا التي أفادت عن 10 وفيات وأكثر من 300 حالة، فقد عزلت 11 بلدة وأمرت بإجراء مباريات رياضية أبرزها قمة الدوري في كرة القدم في ملاعب من دون جمهور.
وأصبح شاب عاد من إيطاليا إلى كرواتيا أول حالة إصابة في منطقة البلقان.
وحذرت روسيا الأربعاء من السفر إلى إيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران لمنع انتشار الفيروس. وحض الجهاز المسؤول عن سلامة المستهلك المواطنين على تجنب السفر إلى هذه البلدان “إلى أن يستقر الوضع الوبائي”.
في الولايات المتحدة التي سجلت بضع عشرات من الإصابات، حضت السلطات الصحية الحكومات المحلية والشركات والمدارس على وضع خطط مثل إلغاء التجمعات الكبرى أو العمل عن بعد في وقت تسعى البلاد لاحتواء الفيروس.