الأمم المتحدة: تداعيات كورونا تزيد العنف ضد المرأة العربية
مرايا – قالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (إسكوا)، إن ظاهرة العنف المنزلي، والتحديات الاجتماعية التي تواجهها النساء والفتيات في المنطقة العربية “ازدادت سوءًا؛ بسبب إجراءات الإغلاق الشامل، والتعايش القسري” التي فرضتها جائحة فيروس كورنا المستجد.
ودعت إسكوا في تقرير حديث، الحكومات العربيّة إلى تأمين وصول جميع النساء إلى خدمات الحماية الاجتماعية اللازمة.
الأمينة التنفيذية لإسكوا، رولا دشتي، قالت: “ارتفع معدل العنف الأسري في العالم والمنطقة العربية نتيجة حالات الإغلاق الشامل، والتعايش القسري، وتصاعد التوترات في الأسرة؛ بسبب تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمخاوف من التعرض للفيروس، كما يصعب على الناجيات من العنف الأسري طلب المساعدة، وتلقيها خلال هذه المرحلة”.
وفي دراسة أخرى تتناول أثر الجائحة على الفقر، أظهرت إسكوا أن القطاع غير الرسمي قد يكون الأكثر عرضة للخسائر، وحيث إن نسبة 62٪ تقريباً من النساء العاملات في المنطقة العربية يعملن في هذا القطاع، فإن النساء سيتكبدن هذه الخسائر بشكل غير متوازٍ.
في الوقت نفسه، لا تزال اللاجئات والنازحات والعاملات المهاجرات يواجهن ظروفًا شاقة من جراء سوء توفير المياه، وخدمات الصرف الصحي، والنظافة الصحية، ومحدودية آليات الحماية الصحية، مما سيزيد من حدة تبعات الوباء عليهنّ.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشار أيضًا في بيان إلى تزايد العنف ضدّ النساء والفتيات نتيجة جائحة كوفيد-19، وأعاد إطلاق النداء من أجل إنهاء العنف في كل مكان فورًا.
“لن يزيد ارتفاع انعدام الأمن الغذائي من مخاطر العنف الأسري فحسب، بل قد يتسبب أيضًا بتضاؤل مناعة النساء والفتيات ضد الفيروس. وفي أوقات الأزمات، قد لا يكون توزيع الغذاء داخل الأسرة منصفًا دائمًا، كما أنّ النساء والفتيات أكثر عرضة لتقليل كمية الغذاء وجودته، وتبني استراتيجيات سلبية للتكيّف”، بحسب دشتي.
ووفق التقرير، في المنطقة العربية، تشغل النساء، من ممرضات وقابِلات قانونيات وموظفات دعم جُلّ الوظائف في مجالَي الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية؛ مما يزيد من خطر إصابتهنّ بالعدوى. أمّا ضمن الأسر، فغالبًا ما تتولى النساء دور تقديم خدمة الرعاية الصحية، ما يثقل عليهنّ جسديًا ومعنويًا، ويزيد من احتمال تعرّضهنّ لهذا الخطر.
وأضافت دشتي: “ندعو الحكومات العربية إلى أن تكفل للنساء من مختلف الفئات العمرية المساواة في الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية، وأن تعتمد سياسات تهدف إلى حمايتهنّ من الوقوع في براثن الفقر وحماية العاملات في القطاع غير الرسمي، باعتماد إجراءات مثل التحويلات النقدية الطارئة، أو المنح الصغيرة أو القروض”.
إسكوا، أشارت في دراسة سابقة إلى أنّ المنطقة العربية ستفقد 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020؛ نتيجة جائحة كورونا، حيث تقدّر حسابات الإسكوا وشركائها أنّ عدد النساء اللواتي سيفقدن هذه الوظائف يقارب 700 ألف.
وكون مشاركة النساء في القوى العاملة في المنطقة العربية تبلغ ما يقارب 20٪، فإن نسبة خسائرهنّ للوظائف ستتعدى ضعف نسبة خسائر الرجال.