مرايا – – تشخص الأنظار إلى الحدود الجنوبية للبنان، مع الاستنفار العسكري الإسرائيلي المتواصل منذ أيام، تحضيراً لأي رد من “حزب الله” على مقتل أحد عناصره مؤخرا في سوريا في غارة جوية إسرائيلية.
وفيما التأهب الإسرائيلي واضح للعيان، يتبع “حزب الله” استراتيجية الغموض والتعتيم لما يمكن أن يقدم عليه خلال الفترة القريبة المقبلة من عمل عسكري يحافظ على “معادلة الردع” التي كان أرساها سابقا بوجه أي اعتداء من الجانب الإسرائيلي.
بهذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير لـ”سبوتنيك”، إنه “حسب القاعدة التي أعلنها أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله أن أي استهداف لعناصره سواء في سوريا أو لبنان سيتم الرد عليه، لكن حتى الآن لم يحدد “حزب الله” تفاصيل الرد سواء على مستوى المكان أو الكيفية”.
وأضاف: “أعلن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم أمس خلال مقابلة تلفزيونية، أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى الحزب عبر الأمم المتحدة والتي قد تكون رسالة اعتذار أو توضيح لكن الحزب لم يحدد بعد كيفية الرد وآلية ومكان الرد”.
وتابع قصير قائلاً: “نعيش في حالة توتر، أولا الإسرائيليون خائفون من رد “حزب الله” ويقومون باستنفارات على طول الحدود ومن خلال بعض الطائرات المسيرة بالمقابل الحزب مستعد لكل الاحتمالات، لكن ليس هناك مصلحة لأحد بالإنجرار إلى حرب شاملة أو مواجهة شاملة، لذلك قد يكون رد الحزب موضعي بهدف عدم الإنجرار إلى حرب شاملة، ولكن لا أحد يستطيع أن يحدد كيف ستتطور الأمور في حال رد (حزب الله)”.
ويرى أن “الإسرائيلي يحاول القيام بحرب نفسية مضادة للحرب النفسية التي يقوم بها “حزب الله” من خلال التهديد باستهداف لبنان وسوريا، ولكن على إسرائيل أن تدرك أن عملياتها التي تستهدف الحزب أو إيران أو سوريا لا يمكن أن تمر بدون رد، لأن ترك الأمور بدون رد يعني إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل لتنفيذ المزيد من العمليات، وسبق أن هددت إسرائيل ولكن قدرتها على تصعيد الحرب إلى مواجهة شاملة لن تكون سهلة في ظل ما تواجهه إسرائيل من تحديات داخلية”.
بدوره قال الخبير في الشؤون العسكرية العميد أمين حطيط لـ”سبوتنيك”، إنه “حتى هذه اللحظة كل المؤشرات تقول بأن المشهد في الجنوب اللبناني محكوم بثلاثة عوامل رئيسية، الأول أن “حزب الله” سيرد حتماً على جريمة إسرائيل ضد أحد المقاومين وهذا الرد سيكون تحديداً لمعادلة الردع الاستراتيجي المتبادل ولا يستطيع الحزب إلا أن ينفذ هذا الرد، النقطة الثانية أن الرد غير مؤيد بمكان أو زمان أو كيفية، وبالتالي الحزب هو من سيختار المكان والزمان وإذا كان داخل أو خارج لبنان في مزارع شبعا أو خارجها الرد سيحصل وفقاً لقرار متخذ بشكل حتمي، والنقطة الثالثة أن الطرفين غير معنيين حتى هذه اللحظة بصراع عسكري إلى حد المواجهة”.
وأضاف: “أعتقد أن إسرائيل تعرف جيداً أن الحزب ليس بصدد الذهاب إلى حرب على الرغم من أنه مستعد لها و”حزب الله” يعرف أن إسرائيل لن تتمكن من الدخول في حرب لاعتبارات سياسية وأمنية عسكرية لهذا السبب أعتقد أن الرد سيحصل وأن انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة إثر الرد عبر قيام إسرائيل برد مقابل هو أمر مستبعد”.
وكان قد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحذيراً لحكومتي لبنان وسوريا، حملهما فيه مسؤولية أي هجوم يخرج من أراضيهما ضد إسرائيل.
فيما شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة تلفزيونية على قناة الميادين، أمس الأحد، على أن معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، وقال: “لسنا بوارد تعديل هذه المعادلة والتهديدات الاسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده”.
وأضاف قاسم: “إذا قرر الإسرائيلي شن حرب فإننا سنواجه ونرد وحرب تموز 2006 ستكون نموذجاً أولياً عن الرد”.