مرايا – أقر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بأن وقف إسرائيل خطة ضم أراض محتلة هو أمر مؤقت “ولن يدوم للأبد”، فيما أكد مسؤول آخر عدم وجود “ضمانات” لوقف الخطة، رغم اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي.
تصريحات قرقاش أتت تصديقا لما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، عقب الاتفاق بين البلدين، في حين أنها بدت مغايرة لما روج له ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، من أن الاتفاق “أوقف” خطة الضم.
فما أن روج الإعلام والقادة الإماراتيون أنه تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، حتى خرج نتنياهو ليؤكد أن خطته لتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لم تتغير، وأن المخطط لم يلغ، لكن تم تأجيله “مؤقتا”.
ففي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” نشرت في وقت متأخر الجمعة، قال قرقاش إن مسألة وقف خطة ضم أراض محتلة “لن تدوم بشكل دائم”.
ولدى سؤاله عن نفوذ أبو ظبي الذي قد يمكنها من توقيف خطة الضم للأبد، أجاب قرقاش: “لا شيء يدوم للأبد”.
بدوره، أقر مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية بالإمارات عمر غباش، في تصريح لصحيفة “إندبندنت”، بأن بلاده ليس لديها ضمانات مؤكدة بعدم ضم إسرائيل أراضي فلسطينية محتلة في المستقبل.
وأضاف: “نفهم هذا على أنه التزام من جانب الإسرائيليين بوقف الضم، وليس فقط تعليقه، ونتوقع أن الحوار والتعاون سيهيئان الظروف لحل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
واستدرك غباش “ليس لدينا أي ضمانات.. بل تفاهمات، لقد بنينا قدرا معينا من الثقة”.
** الإمارات روجت لفكرة “وقف الضم”
جاء في النسخة العربية للبيان المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات “وام”، أن “إسرائيل ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية وفق خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للسلام (صفقة القرن المزعومة)”.
وفي أول تعليق له على الاتفاق، قال ابن زايد على تويتر: “في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”.
كما روجت وكالة أنباء الإمارات منذ البداية، لفكرة “وقف خطة الضم” بدل “تعليقها”، وهو ما أكده نتنياهو لاحقا، وصدق على كلامه المسؤولون الإماراتيون.
** قرقاش: وقف خطة الضم لن تدوم للأبد
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قال في مقابلته مع “سي إن إن”: “في اتصالاتنا مع كثير من العواصم العربية والأوروبية، كانت قضية الضم بمثابة قنبلة موقوتة، كان الجميع قلقا بشأنها، ولذلك قمنا بإزالتها من على الطاولة واشترينا الوقت”.
وتابع: “لن أقول إن هذا الأمر سيدوم إلى الأبد، لكنه يمنحنا الوقت حقا، وبخلاف ذلك سيكون حل الدولتين ميتا”.
وأشار إلى أنهم بإعلان اتفاق التطبيع الذي وصفه بـ “التقدم التاريخي” و”التحول الاستراتيجي”: “اشترينا الوقت لاستئناف مفاوضات حل الدولتين”.
وأضاف: “إننا ندعو القيادة الفلسطينية للاستفادة من هذه الفرصة”.
والخميس، أعلن ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ “التاريخي”.
وعقب إعلان ترامب الاتفاق، أكد نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضم، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أشار إلى أن تل أبيب “ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية”.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
وبذلك تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.