مرايا – تباينت ردود الفعل على الساحة السياسية عقب وصول إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا، في زيارة سيعقد خلالها بعض من الاجتماعات المهمة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي للحركة.
وبات واضحا اهتمام بعض الصحف ووسائل الاعلام بهذه الزيارة، التي تأتي في ظل تطورات سياسية متعددة تعيشها المنطقة، وهي التطورات التي بدأت مع تفجيرات مرفأ بيروت وتأكيد بعض التقارير السياسية على ارتباط الحركة بعلاقات وثيقة مع حزب الله، أو أتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي المنتظر، وهو الاتفاق الذي هاجمت فيه حماس، مثل سائر الفصائل الإمارات ووجهت لها انتقادات عنيفة خلال الفترة الاخيرة.
وتشير صحيفة التلغراف البريطانية في تقرير لها، إلى أن بعض قيادات حركة حماس وعلى رأسها إسماعيل هنية قابلوا ببرود وعدم ترحاب ما كتبته الصحيفة البريطانية عن قيام السلطات التركية بمنح الجنسية التركية لـ 12 ناشطاً بارزاً في حماس في تركيا.
غير أن مصادر سياسية، أكدت أن النقاش يدور فقط على حصول 7 من أصل 12 عضواً في حماس على الجنسية التركية وجوازات السفر، وإنّ الـ5 الآخرين في طريقهم للحصول على الجنسية، ممّا أثار مخاوف الكثيرين من طريقة استخدام أنقرة لتلك القيادات.
اللافت هنا أن أساس الانزعاج الذي عبرت عنه بعض من المصادر الفلسطينية سواء في حركة حماس أو خارجها، خاصة وأن الحركة تتخوف من حصول بعض من المشاكل سواء على الصعيد الاستراتيجي أو الداخلي لحماس على حد سواء مع تجنيس بعض من النشطاء، حيث سيرغب الكثير من ابناء الحركة في القيام بذلك مع صعوبة التنقل بجواز السفر الفلسطيني، وهو أمر يمكن معرفته وقراءته في الكثير من الموضوعات أو حتى التغريدات التي ينشرها الفلسطينيون بين الحين الأخر.
وتشير صحيفة thenational، نقلا عن مصادر سياسية، أن هناك قيادات في حماس وعلى رأسها هنية تخشى أن تؤدي خطوة التجنيس إلى التأثير على السياسات التي تنتهجها حركة حماس، ومنها عدم انعقاد اجتماعات هنية المخطط لها في تركيا.
وأعرب بعض من كبار المسؤولون كبار في الحكومة التركية عن استيائهم من الكشف الأخير لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية، حيث ورد فيه أن تركيا منحت 12 من كبار نشطاء حماس الجنسية التركية التي تسمح لهم بالتنقل بحرية في جميع أنحاء العالم.
وقال التليفزيون الألماني إن ما أزعج الأتراك، أن صحيفة التلغراف أشارت إلى أن من سرب هذه المعلومات المتعلقة بالتجنيس هم قيادات من حركة حماس، الأمر الذي سبب احراجا لتركيا وتسبب في حدوث توتر بين تركيا وبعض الدول الغربية بعد تسريب قيادات حماس لهذه المعلومة.
واشار التليفزيون، إلى دقة وصعوبة هذه النقطة، خاصة مع صعوبة السيطرة على التحركات أو التصريحات التي يدلي بها قيادات حماس في تركيا بين الحين والآخر، وهي التصريحات التي باتت تمثل إحراجا لتركيا ومؤسساتها، خاصة وأن لتركيا الكثير من الحسابات السياسية المعقدة ليس فقط مع أوروبا ولكن مع الولايات المتحدة، ولا ترغب في أن تسبب هذه التصريحات أزمات لها في النهاية.
جدير بالذكر أن بعض من الجهات الأمريكية وجهت انتقادات لتركيا لدعمها لحركة حماس، الأمر الذي ساهم في طرد بعض من مسؤولي الحركة من البلاد مثل صالح العاروري على سبيل المثال، عقب الكشف عن تخطيطه للقيام بعمليات ضد إسرائيل من تركيا، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.
عموما فإن ما يجري الأن من تطورات سياسية على الساحة يؤكد محاولة تركيا استغلال قيادات حركة حماس من المتواجدين على أراضيها للقيام بأي محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والاستراتيجية على حد سواء