مرايا -بعد ثلاث سنوات على الهجوم الإرهابي الذي تعرض له ملهى رينا في اسطنبول، أسدلت محكمة تركية الإثنين الستار على القضية حين حكمت بأربعين عقوبة بالسجن المؤبد على أوزبكي دين بتنفيذ الهجوم ليلة رأس السنة 2017، ما أودى بحياة 39 قتيلاً وتسبب بجرح العشرات، بينهم عرب.
وحكم القضاء التركي على عبد القادر مشاريبوف بأربعين عقوبة بالسجن المؤبد، واحدة عن كل ضحية، وعددهم 39، في حين خصت المحكمة القاتل بحكم مؤبد إضافي لمجمل المجزرة.
وتسبب الهجوم على الملهى آنذاك بقتل عدد كبير من المواطنين العرب، لا سيما من لبنان والسعودية والأردن.
وأودى الهجوم بأرواح ثلاثة مواطنين لبنانيين هم إلياس ورديني وهيكل مسلَّم وريتا الشامي، بينما أصيب اللبنانيان فرانسوا الأسمر ونضال بشراوي والفتاتان بشرى الدويهي وميليس بارالاردو، بجروح متفاوتة الخطورة.
كذلك، سقط في الاعتداء خمسة سعوديين هم ثلاثة رجال وسيدتان، وثلاثة مواطنين أردنيين إلى جانب أربعة أصيبوا بجروح، فضلاً عن مقتل تونسيين.
وسقط في الاعتداء أيضاً ضحايا من بلجيكا وفرنسا فضلاً عن شابة اسرائيلية.
وأوقع الهجوم في الملهى الليلي القائم على البوسفور 80 جريحاً بالإجمال. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
وكشفت السلطات التركية اليوم أن مشاريبوف، الذي اعتقل بعد 15 يوما من تنفيذه الهجوم، اعترف بفعلته، مع العلم أنه كان عن اعترافاته خلال احدى جلسات محاكمته في فبراير 2019، مؤكداً أنه ليس الفاعل وليس “الشخص الذي كان يحمل سلاح الكلاشنيكوف” الذي شوهد خلال الهجوم.
ونقرأ في حيثيات المحاكمة أن القتيل اللبناني ورديني هو شاب كان يعمل مدرباً في نادٍ رياضي، وكان يحلم على مدى سنوات بقضاء عطلة رأس السنة في تركيا مع أصدقائه وخطيبته ميليس بارالاردو التي تعرضت للإصابة بجروح. وعثر على جثة ورديني في مياه مضيق البوسفور التي قفز فيها، كما يبدو، في محاولة يائسة للنجاة من المجزرة المرتكبة في الملهى، وقد فارق حياته غرقاً.
في المقابل، يبلغ القتيل اللبناني الثاني مسلم 34 عاماً، وكان يعمل مدرباً في فريقي “الحكمة” و”التضامن” لكرة السلة، كما كان يملك ناديا رياضيا، ووصل إلى الملهى في تلك الليلة الدموية للاحتفال بعيد رأس السنة مع قرينته ميراي خوري، ولم يكن قد مضى على زواجهما آنذاك إلا 5 أشهر فقط. ولم يكن مسلم لحظة وقوع الاعتداء داخل صالة الملهى، إذ خرج قبل دقائق إلى المرحاض، وأصيب لاحقاً برصاص المهاجم، بينما تمكنت زوجته من النجاة.
في المقابل، وصلت الشامي، وهي طالبة بعمر 26 عاماً تدرس الإعلام، إلى ملهى رينا ليلة المجزرة مع أصدقائها وصديقاتها، بمن فيهم بشرى الدويهي وميليس بارالاردو، اللتان أصيبتا بجروح، وإلياس ورديني الذي لقي حتفه تلك الليلة.
أول اعتداء مباشر
واعتداء رينا كان الأول في تركيا الذي يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه بشكل مباشر، علما ان أنقرة نسبت الى التنظيم المتطرف هجمات أخرى.
وفي مايو 2017 ازيل جزء من الملهى بأمر من بلدية اسطنبول لمخالفته قواعد تخطيط المدن من دون أن يعيد فتح أبوابه.