مرايا – أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي يوم الأحد، أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط إسرائيلي في اغتيال العالم النووي فخري زادة.

وأشار خلال اجتماع مغلق للبرلمان الإيراني إلى أن “الجهات الأمنية توصلت إلى معلومات مهمة حول اغتيال العالم فخري زادة”.

وأضاف: “سنرد على عملية الاغتيال، وإسرائيل ترتكب خطأ استراتيجيا إذا ظنت أن العملية ستبقى دون رد”.

و أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، يوم الأحد، أن دماء العالم النووي فخري زادة “ستزيل القيود عن البرنامج النووي، وستمهد الطريق لرفع العقوبات عن البلاد”.

وحذر مغتالي زادة قائلا: “لن يندم العدو المجرم على اغتيال فخري زادة، إلا برد قوي يردعه عن أي أخطاء أخرى مستقبلية”.

و كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تفاصيل جديدة ومثيرة حول حادث اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، والذي أثار حالة من الضجة حول العالم، حيث هددت إيران بالثأر من إسرائيل التي تتهمها بتنفيذ عملية اغتيال “مهندس البرنامج النووي الإيراني”.

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي ومسئولين بالمخابرات الأمريكية قولهم إن الموساد الإسرائيلي وراء عملية الاغتيال، وهو نفس الاتهام الذي توجه طهران إلى تل أبيب.

وأشار الصحفي الإيراني محمد أحواز أن 62 شخصا متورطا في عملية قتل العالم الإيراني محسن فخري زاده، أو من يعرف بأنه “مهندس القنبلة النووية” الإيرانية، وأن 12 عضوا من كتيبة الاغتيال، وصفهم بأنهم مدربون تدريبا عاليا ويساعدهم “الأمن والاستخبارات في الخارج” ، تم نشرهم في مدينة أبسارد، على بعد 50 ميلا شرق العاصمة الإيرانية طهران.

وأضاف أن المنتجع الجبلي الذي شهد الحادث يقطنه 10 آلاف شخص، ويمتلك فيه سكان طهران مسكن آخر، بينما يمتلك فخري زاده – 59 عاما- فيلا يقطن بها.

وقال أحواز أن 50 شخصا قدموا دعما لوجيستيا خلال عملية الاغتيال، لكنه لم يؤكد أن كان هؤلاء في الداخل أم من الخارج.

وكانت سيارة “هيونداي سانتا في” على متنها أربعة ركاب وأربعة دراجات بخارية وقناصين اثنين في انتظار العالم الإيراني في موقع الكمين، إلى جانب سيارة نيسان بيك أب مفخخة.

وقال أحواز إنه قبل حوالي نصف ساعة من اغتيال فخري زادة تم قطع الكهرباء بالكامل عن المنطقة، وكانت كتيبة الاغتيال موجودة قبل مرور السيارة الأولى من ثلاث سيارات كانت مع العالم الإيراني، وبمجرد مرور السيارة الثالثة، انفجرت السيارة نيسان المفخخة، وذلك وفقا لما نشره التليفزيون الإيراني.

وقال التلفزيون الحكومي إن قوة انفجار القنبلة ألقت الحطام على مسافة 300 متر على الأقل.

أما السيارة الثانية التي كانت تقل فخري زاده، فقد أطلق 12 شخصا عليها النار، بينهم اثنان من القناصين.

وغرد الأحواز: “بحسب تسريبات إيرانية، أخرج قائد فريق الاغتيال فخري زاده من سيارته وأطلق النار عليه وتأكد من مقتله”. وتابع أن كتيبة الاغتيال اختفت بعد الحادث، ولم يصب أيا من عناصرها بأي أذى.

وقال شهود عيان للتلفزيون الرسمي إنهم سمعوا دوي انفجار كبير أعقبه إطلاق نار كثيف من مدفع رشاش بينما رد حراس فخري زاده.

ووضعت جثة فخري زاده في تابوت مفتوح ملفوف بالأعلام في مسجد يوم السبت في وسط طهران حيث صلى رئيس المحكمة العليا في إيران إبراهيم رئيسي على جسده في مشهد حداد عام.

وأدى موته إلى تصاعد التوترات في المنطقة بشكل كبير حيث اتهمت إيران إسرائيل بمحاولة إثارة حرب بقتل العالم، الذي ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اسمه ذات مرة خلال مؤتمر صحفي قائلا: “تذكر هذا الاسم”.

وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس السبت فخري زاده بأنه “عالم إيران النووي والدفاعي البارز والمتميز”.