مرايا – شنت شرطة كوريا الشمالية حملة على السيارات ذات النوافذ المظللة لأن أصحابها يستخدمونها سرا للاستمتاع بكل ما هو كوري جنوبي، دون أن يلاحظهم أحد.
وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن النوافذ المظلمة هي “أحدث نفوذ رأسمالي خبيث يجري القضاء عليه في البلاد، حيث تخشى السلطات من أن الشباب في كوريا الشمالية يستخدمون الموسيقى والأفلام الكورية الجنوبية أثناء ركوبهم في سياراتهم وسيارات الأجرة ذات النوافذ المظللة”.
وتقول مصادر في البلاد إنه طلب من السائقين استبدال نوافذهم بالمكشوفة، وإلا ستتم مصادرة سياراتهم إذا رفضوا ذلك.
وتأتي الحملة في ظل قانون رفض “الفكر والثقافة الرجعيين”، الذي تم تمريره في ديسمبر الماضي، للقضاء على التأثيرات الثقافية الأجنبية.
ووصفت السلطات النوافذ المظللة بأنها جزء من “الرياح الصفراء للرأسمالية”، وهو مصطلح يستخدم غالبا في كوريا الشمالية لوصف النفوذ الأجنبي الزاحف.
وقالت مصادر إن شرطة المرور تفرض غرامات قدرها 30 ألف وون على المخالفة الأولى، ومصادرة السيارات إذا تم القبض على السائقين بنوافذ غير قانونية للمرة الثانية.
ويجد السائقون حملة القمع سخيفة، لذلك يجادل الكثير منهم رجال الشرطة والأمن، معربين عن رغبتهم بأن يعرفوا كيف أن نوافذ السيارات المظللة هي جزء من الثقافة الصفراء الرأسمالية.
وتستثنى من الحملة السيارات الرسمية التي تحمل لوحات أرقام تبدأ من 727، في إشارة إلى عطلة وطنية في 27 يوليو.
وشوهدت سيارات ذات نوافذ مظللة من قبل في موكب الزعيم كيم جونغ أون، بما في ذلك في رحلة إلى أقصى شرق روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2019.
ويُعتقد أن حملة مكافحة “الفكر الرجعي” تشمل أيضا غرامات على الأشخاص الذين تم العثور بحوزتهم على هواتف أو أجهزة راديو أو تلفزيونات غير مسجلة.
ويمكن للأشخاص المخالفين الذين يتم القبض عليهم، أن يواجهوا ما يصل إلى 15 عاما في معسكر اعتقال، كما يمكن معاقبة الآباء على ما يستعمله أطفالهم.
وذكرت إحدى المجلات اليابانية الشهر الماضي أن القانون الجديد يحظر التحدث أو الكتابة بالأساليب الكورية الجنوبية.
ووسائل الإعلام الوحيدة المسموح بها في كوريا الشمالية تتكون من تلك التي تسيطر عليها الدولة، والتي تمجد كيم والحزب الحاكم.
لكن يعتقد أن الكثير من الناس يشاهدون الأعمال الدرامية والأفلام الكورية الجنوبية على انفراد، مع الحصول على بعض وسائل الإعلام الأجنبية عبر التجارة الحدودية مع الصين.
وتعهد كيم في مؤتمر حزبي عقد مؤخرا بتوسيع الشبكات اللاسلكية الخاصة بكوريا الشمالية، المحاصرة بشدة من الخارج.
وقال إنه “سيساعد الناس من المدن إلى القرى الجبلية النائية للتمتع بحياة ثقافية وعاطفية أفضل”.