بينما تخرج سورية من حرب استمرت عشر سنوات، قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الجمعة، إن المساعدات تتحول إلى مشاريع أصغر لمساعدة العائلات على زراعة البذور وتربية الأغنام، وإيجاد سبل لكسب العيش وسط عمليات إعادة بناء الاقتصاد المدمر.
وقال جاجان شاباجين، إن الوقت قد حان لتجاوز العمل الإنساني المباشر المتمثل في توفير الغذاء والأدوية برغم أن ذلك سيستمر.
وأضاف خلال مقابلة في جنيف بعد عودته من رحلة إلى حمص ودوما، وهما معقلان سابقان لمسلحي المعارضة استعادت القوات السورية السيطرة عليهما، “نريد أن نبدأ الانتقال نحو… دعم سبل العيش”.
ولقي مئات الآلاف حتفهم في الصراع الذي دفع 11 مليونا، نحو نصف السكان، إلى الفرار من ديارهم. ويمثل الاقتصاد المنهك التحدي الأكبر الذي يواجه الأسد بعدما استعاد السيطرة على نحو 70% من البلاد.
وعبر بعض المانحين الغربيين عن ترددهم في تمويل إعادة الإعمار في ظل حكم الأسد، الذي فاز بولاية رابعة الشهر الماضي في انتخابات يقول الغرب إنها اتسمت بالتزوير.
وقال شاباجين، إن الدمار هائل في دوما، حيث أدلى الأسد بصوته. وأضاف “ذهبت لرؤية المستشفى، ولم يتبقَ شيء سوى أعمدة صغيرة للغاية لما كان يستخدم في السابق بوابة للمستشفى”.
وتابع قائلا، إن السكان يبنون مستشفى بطاقة استيعابية 40 سريرا، ويسعون للحصول على المعدات الطبية في صورة تبرعات بدلا من الأموال النقدية.
وأضاف أن الاتحاد يعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال “في دوما، جميع مرافق الهلال الأحمر العربي السوري تحت الأرض، حتى الآن. لأنهم أنشأوا هذه المرافق أثناء الحصار من أجل الحماية… لا يزال مركز توزيع (الغذاء) تحت المسجد”.
وأردف قائلا، إن الهلال الأحمر العربي السوري، والاتحاد الدولي قدما البذور والأغنام ومعدات تغيير الحياة إلى 15 عائلة ريفية، نحو 100 شخص، في دير بعلبة وهي قرية في حمص.
وقال “فقط بمضخة مياه غاطسة، وألواح شمسية تمكنت هذه العائلات من تحويل أراضيها إلى أرض زراعية منتجة. حصلوا للتو على محصول جيد جدا من القمح، ورأيتهم وهم يزرعون البطاطس”.
وقال “ثمة 50 عائلة أخرى تريد الانضمام لهذا المشروع”.