كانت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العراق، الأحد، الأولى لرئيس مصري لهذا البلد منذ نحو 30 عاما، حسبما أعلنت الرئاسة المصرية.
فمتى كانت آخر زيارة لرئيس مصري إلى العراق؟ وماذا حدث بها؟
24 يوليو 1990، كان اليوم الذي شهد آخر زيارة لرئيس مصري إلى العراق.
الزيارة كانت للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وقام بها بهدف إقناع الرئيس الراحل صدام حسين بالعدول عن خطة غزو الكويت، وحكى عن كواليسها خلال مؤتمر صحفي بعد الحرب.
وقال مبارك خلال المؤتمر إنه وصلته معلومات تفيد أن العراق يحشد قواته قرب الحدود مع الكويت، فقرر زيارة بغداد على الفور.
وصل الرئيس الأسبق إلى مطار بغداد قرابة الثامنة والنصف صباحا بتوقيت القاهرة، وتوجه إلى صدام في قصره والتقاه مع كل من وزير الخارجية طارق عزيز ومسؤولين عراقيين آخرين.
ويوضح مبارك أنه سأل صدام عن سبب حشد قواته على الحدود مع الكويت، وحصل منه على تأكيد أنة لا ينوي القيام بأي عمل عدائي.
لكن مبارك أشار إلى أن “الشك تملكه، فطلب من صدام الجلوس على انفراد بعيدا عن وفدي البلدين للحديث بصراحة عن نيته، فأكد له الرئيس العراقي مرة أخرى أنه لا ينوي غزو الكويت”.
وأخبره مبارك أن “كل شيء يمكن حله بالتشاور بين الأشقاء، واتفق معه على ترتيب اجتماع بينه وبين أمير الكويت وقتها الشيخ جابر الصباح”، وهو ما حدث فعلا بعد أيام.
وقال مبارك إنه أثناء رحلته من بغداد إلى الكويت فوجئ بأخبار على وكالات الأنباء نقلا عن وزير خارجية العراق، تقول إن الاجتماع الذي تم بينه وبين صدام مجرد اجتماع بروتوكولي لبحث العلاقات الثنائية، ولم يتطرق للمشكلة بين العراق والكويت.
وأوضح أنه “تعجب من هذا الكلام جدا، لأنه كان هدفه التقريب في وجهات النظر بين الأشقاء وليس له مصلحة من وراء ذلك إلا وحدة الصف العربي ،ويبذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك بالتعاون مع أخوة عرب كثيرين”.
وتابع: “الحقيقة شعرت بالضيق جدا، لكني قلت لا مشكلة. نتخطى الأزمة، والحقيقة أرسلت مبعوثا آخر للعراق يوم الخميس 26 يوليو 1990، لسؤالهم: هل هذا يعقل؟ ولم نحصل على الرد المطلوب”.
واستطرد أنه “يوم الخميس 2 أغسطس وبينما كان يتمنى من الله أن يكون شهر أغسطس شهر هدوء ليستريح فيه ولو قليلا، فإذا به يعرف أن قوات العراق دخلت الكويت”.
وأضاف: “حدث شلل في تفكيري، أنا رجل عسكري وأعلم تبعات هذه الأمور. كنت لا أصدق ما يحدث. العراق والكويت بلدان عربيان وعضوان بجامعة الدول العربية. ويحدث بينهما هذا؟!”.