دفع لبناني حياته بسبب انقطاع الكهرباء، فقد كُتب على “الحاج بسام هدبا”، أن يتعذب لأيام لعدم التمكن من تشغيل آلة التنفس.
رحلة معاناة فُرض على أبناء “الحاج بسام” أن يمروا بها لتأمين الأكسيجين لوالدهم، وبحسب ما قاله نجله الملازم أول في فوج إطفاء بيروت “محمد” : “منذ خمس سنوات ووالدي مريض في رئتيه يعيش على آلة التنفس، وخسرناه بسبب مسؤولين لم يؤمنوا للشعب أدنى مقومات العيش الكريم”.
وأضاف: “يومان وكهرباء الدولة مقطوعة تماما في بيروت، المولدات لا تعمل سوى ساعة أو ساعتين في اليوم، وآلة الأكسيجين تحتاج إلى ما لا يقل عن أربع ساعات للشحن، جلبنا UPS لتشغيلها لكن وقعنا في الحلقة المفرغة إذ لا كهرباء للشحن، تواصلت عدة مرات مع صاحب المولد لتأمين التيار إلا أن جوابه لا مازوت في الأسواق”.
وتابع: “حاولت أن أتوجه بوالدي إلى مركز الإطفاء في بيروت لكن حتى في الثكنات لا توجد كهرباء، وصل بنا الأمر إلى نقله لمستشفى المقاصد حيث تتوفر الكهرباء، لكن لأن وضعه الصحي لا يتطلب دخول مستشفى بل فقط تشغيل آلة الأكسجين عدنا به إلى البيت بعد 24 ساعة، لتقع المأساة”.
عند الساعة الخامسة من بعد ظهر السبت، أسلّم الحاج بسام (75 سنة) الروح وكانت آخر كلماته: “أمنوا الكهرباء لي لم يعد باستطاعتي التنفس”، وقال نجله: “الله ينتقم من جميع المسؤولين، وعهداً عليّ أن حق والدي لن يذهب هدراً، والدي انظلم، كان يعاني من دون أن نتمكن من فعل شيء له”.
وختم: “والدي نموذج لما قد يشهده لبنان من ضحايا بسبب انقطاع الكهرباء، وأنا أخشى على الأطفال والعجز الذين يحتاجون إلى آلة تنفس”.
ويشهد لبنان أسوأ مرحلة انقطاع في التيار الكهربائي بسبب التأخر في تسديد مستحقات شحنات الفيول المشغل لمحطات الإنتاج، وشح المازوت أدى إلى توقف معملا الزهراني ودير عمار عن إنتاج الكهرباء، فدخلت معظم مناطق لبنان في ظلام متواصل.