أدى انقطاع الدواء وفشل الخدمات الطبية في لبنان إلى وفاة الرضيعة جوري مازن السيد من بلدة عانوت الشوفية بعد ارتفاع في درجة حرارة جسمها الطري بسبب بروز أسنانها الأولى.
وشيعت الأحد بلدة عانوت الطفلة جوري بمأتم مهيب بعد أن عم الحزن لبنان، بسبب ما حدث للطفلة اللبنانية التي لم تكمل بعد عامها الأول.
وقالت خالة الطفلة نهى الحاج لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جوري لم تكن تعاني من أية مشاكل صحية وأن “أكثر ما يؤلم العائلة المفجوعة بفقيدتها أن سبب الوفاة كان سخيفاَ (بروز أسنان)”.
وأضافت “بعد أن ارتفعت درجة حرارة جوري أعطتها والدتها خافضاً للحرارة لكن الأمر لم ينجح، فاتصلت الوالدة بالطبيبة المختصة فطلبت نقلها إلى أقرب مستشفى وتزويدها بدواء آخر ربما يكون مضاداً حيوياً كونه غير متوفر أيضا”.
وتابعت: “تدخل أحد نواب المنطقة لكن الأمر لم يفلح فلا سيارة إسعاف تستطيع الوصول بسبب فقدان مادة البنزين من المحطات، وإن توفر البنزين وتمكنت الإسعاف من الوصول، لن يستقبل المستشفى المريضة بحجة عدم وجود سرير فارغ في قسم الأطفال”.
وذكرت الحاج: “جرى الاتصال بكافة مستشفيات لبنان من شماله إلى جنوبه دون نتيجة، فتم نقل جوري إلى مستشفى في بلدة مزبود القريبة وتبين عدم وجود قسما للعناية بالأطفال فاتجه الأهل إلى مدينة صيدا جنوبا بمواكبة طبيبة الأطفال وجهاز للأوكسيجين، لكن الطفلة فارقت الحياة في طريقها إلى المستشفى”.
هذا وكشفت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود، في بيان، ملابسات وفاة الطفلة جوري السيد.
وقالت: “أحضرت الطفلة جوري السيد مساء 10/7/2021 إلى قسم الطوارئ في المستشفى المركزي بحال حرجة مع نقص حاد بأوكسيجين الدم وبقع زرقاء على الجسم septic shock. أعطيت العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال. ولاحقا اتخذ قرار خارج على إرادة الطاقم الطبي وموافقته بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحال من دون وجود وسيلة نقل مجهزة”.
وختمت: “أخرجت المريضة من قسم الطوارئ بسيارة خاصة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية”.
وأشعل خبر موت الطفلة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر معلقون أن التراخي في إيجاد حلول لأزمة لبنان يرتقي لمستوى الجريمة، وأن الطفلة جوري كانت إحدى ضحاياها.
ويعاني لبنان من أزمة طبية خانقة لأسباب عديدة تتعلق بعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية وأسرة العناية الفائقة وانقطاع التيار الكهربائي وشح كبير في المحروقات وإقفال كل الصيدليات على الأراضي اللبنانية.