مرايا – أنهت إدارة صيانة كسوة الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام، التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، من متابعة أعمال شد الحزام وصيانة ثوب الكعبة المشرفة ليحتفظ بجماله، واستعداداً لشهر رمضان المبارك.
وأكد مدير إدارة صيانة كسوة الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام، فهد بن حضيض الجابري، أن عملية صيانة كسوة الكعبة تعد من الأعمال الدورية التي تحرص وحدة العناية بكسوة الكعبة على القيام بها وفق برنامج ثابت، حيث تتم عملية تنظيف شاملة لثوب الكعبة المشرفة على مدار العام.
خطوات صيانة كسوة الكعبة
وأشار الجابري إلى أن خطة الصيانة تقوم على تفقد الكعبة بشكل يومي وعمل صيانة دورية لها من خلال فريق عمل سعودي متخصص تصل خبرته إلى 26 عاما، حيث يهتم الفريق بتفقد أجزاء الثوب كاملة والحلقات المثبتة له، وتمثلت عملية صيانة كسوة الكعبة في شد الثوب على الحلق والحبل استعداداً لشهر رمضان، وصيانة وتنظيف الثوب، وصيانة إطار الحجر الأسود والركن اليماني، وفق أعلى معايير الدقة والجودة، وباستخدام التقنيات المتطورة، وفقا للعربية نت.
وأوضح أن “تلك الجهود السابقة جاءت وفقا لما توليه حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من اهتمام بالمسجد الحرام والمسجد النبوي”.
وأكد وكيل الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة ووكيل التخطيط والجودة بالمسجد الحرام عبدالحميد المالكي، أن ماكينة خياطة ثوب الكعبة صنعت خصيصاً للمصنع.
ونقلت صحيفة عكاظ عن المالكي قوله : إنه لا يتم استخدام ذهب خالص في صناعة مذهبات كسوة الكعبة المشرفة، وإنما يتم استخدام فضة مطلية بالذهب. موضحاً أن صناعة الكسوة تمر بأربع مراحل: الصباغة، وهي أولى مراحل إنتاج الكسوة، إذ يزود القسم بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ويتم تأمينه على هيئة شلل خام، وهي خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى (سرسين) تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، وهناك مرحلة النسيج الآلي، إذ خصص قسم للكسوة الخارجية التي استخدم في تصنيعها نظام «الجاكارد»، الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة، والآخر خالٍ لكي توضع عليه المطرزات. ومن البديهي أن أي نسيج له تحضيراته الأولية من خيوط السدى، التي تختلف باختلاف النسيج من حيث كثافته وعرضه ونوعه.
ويتم تحويل الشلل المصبوغة إلى كونات (بكرة) خاصة لتجهيزها على كنة السدى كونها تحتوي على عدد معين من الشلل حسب أطوال الأمتار المطلوب إنتاجها وبالنسبة لأعداد خيوط السدى للكسوة الخارجية فتبلغ حوالى 9986 فتلة في المتر الواحد، يجمع بعضها بجانب البعض على أسطوانة تعرف بمطواة السدى وتسمى هذه المرحلة (التسدية). وأضاف المالكي أن الأطراف الأولى تمر خلال أسنان الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتوصل إلى مطواة السدى التي تلف آلياً حسب الطول.
وفي مرحلة المختبر تتم مطابقة الخيوط للمواصفات في رقمها وقوة شدها ومقاومتها، كما يقوم بتركيب ألوان الصبغة وتجربتها على عينات مصغرة من الخيوط لاختيار أفضلها، ومن ثم تزويد المصبغة بهذه النسب للعمل بموجبها مع وضع عينة في مكنة الصباغة؛ لكي تعاد ثانية للمختبر لإجراء الاختبارات اللازمة، وبعد إنتاج القماش يتم تزويد المختبر بعينات عشوائية ليتم فحصها والتأكد من أن جميع المنتج على نفس المواصفات المطلوبة، وذلك في جوانب ثبات اللون، سمكها، مقاومتها للاحتكاك ومقاومتها للظروف الجوية الصعبة لمكة المكرمة.
وعن مرحلة الطباعة قال وكيل الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، إن هذا القسم أسس عام 1399هـ، وكانت الطريقة القديمة المستخدمة من قبل هي عملية نثر البودرة والجير بفردها على الثقوب المخرمة التي تحدث في حواف الكتابات فتمر من خلال ذلك ويتم طبعها ومن ثم تحديدها بالطباشير على القماش ويتم في القسم أولاً تجهيز المنسج، وهو عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يشد عليهما قماش خام (للبطانة) ثم يثبت عليه قماش حرير أسود (خام) غير منقوش، وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة المشرفة وتتم كافة المطرزات بواسطة (الشبلونات) أو سلك سكرين أي الشاشة الحريرية، وهذه الشبلونات يتطلب إعدادها جهداً فنياً،.
وببساطة فإن الشبلون عبارة عن إطار خشبي من أربعة أضلاع يشد عليه قماش من حرير صناعي ذي مسامٍ. وعن خط الكتابة أوضح أنه ثابت وهو خط الثلث الجلي المركب وهو من الخطوط التي تعطي فناً جمالياً وتحتوي الكسوة على 670 كيلوغرام حرير وتبلغ كمية الفضة المطلية بالذهب 120 كيلوغراماً، والفضة الخالصة 100 كيلوغرام، ويصل وزن الثوب الإجمالي 1300 كيلوغرام.
وكشف المالكي أن ماكينة خياطة الثوب مصممة خصيصاً لثوب الكعبة بطول 14.5 متر. وهنالك جزءان فقط يتم عملهما يدوياً وهما الطباعة بالسلك سكرين وتطريز المذهبات.
وعن مصير الكسوة المستبدلة أوضح، أنه يتم حفظها، ولا يتم استخدام ذهب خالص في صناعة مذهبات كسوة الكعبة المشرفة، وإنما يتم استخدام فضة مطلية بالذهب وبكمية 120 كيلوغراماً، كما يتم استخدام 100 كيلوغرام من الفضة الخالصة. و
عن التكلفة المالية للكسوة سنوياً وكيفية اختيار العاملين، قال المالكي: إن الكلفة تبلغ 16 مليون ريال سنوياً ويتم اختيار العاملين عن طريق لجنة متخصصة في أعمال المجمع ووفق اشتراطات عدة، منها امتلاك المتقدم لشهادات خبرة وشهادات مهنية من المعهد المهني.
وعن الوقت الذي يستهلكه استبدال الكسوة القديمة بالجديدة أجاب أنه يستغرق من ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات، هنالك بروتوكولات وإجراءات متخذة هدفها الرئيسي إبراز استبدال كسوة الكعبة المشرفة بالشكل الذي يليق بالحدث والتصميمات الفنية، والخطوط المكتوبة على الكسوة ليست ثابتة بل ينالها شيء من التغيير من وقت لآخر بغية الحصول على ما هو أفضل بعد أخذ الأذن بتغييرها.
وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة. وتجرى صيانة مستمرة تقوم بها إدارة متخصصة من خلال فريق سعودي مؤهل على مدار العام ومنذ اليوم الأول لتركيب الكسوة الجديدة، وتصل عدد مرات الصيانة إلى أكثر من 13 صيانة دورية خلال الشهر الواحد، وتشمل أعمال الصيانة شد القماش من جميع الجوانب وتركيب قماش أسود سادة تحت الحلقات المذهبة في الشاذروان وتركيب إطار للحجر الأسود مطرز يدوياً بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتركيب إطار حول الركن اليماني مطرز يدوياً بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتنظيف القماش من الغبار والعوالق وشد القماش بعد نزول الأمطار ووزن الحزام.