مرايا – شهدت مدينة صبراتة الليبية، الواقعة على بعد 70 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، سلسلة من عمليات الاغتيال خلال الآونة الأخيرة، وسط شكوك بتورط تنظيم “داعش” الإرهابي فيها.

أبرز تلك الوقائع جرت نهاية شهر مايو، حينما أطلق مجهولون النار على المغني الليبي أحمد بحور، لدى وجوده أمام منزله، ليردوه قتيلًا، قبل أن يلوذوا بالفرار.

ونعى النشطاء في المدينة والأهالي المغني، متهمين عناصر “داعش” بارتكاب الجريمة، لمواقف أحمد بحور الداعمة لحرب الجيش الوطني الليبي ضد الإرهاب والتطرف.

وأعاد النشطاء مشاركة أغنية بحور التي أهداها للجيش في العام 2019، حينما نجح في تطهير صبراتة من التنظيم وقتها، حيث أشاد بتضحياته، بالإضافة إلى صمود الأهالي ومناصرتهم للجيش.

وفي العام 2020، عادت السيطرة على المدينة إلى الميليشيات والمجموعات المسلحة، حيث لم تمر فترة طويلة قبل أن تبدأ “الرايات السود” في الظهور مجددًا بالمدينة، بينما ارتفعت معدلات الجريمة والسطو المسلح بها، حيث سجلت منذ شهر أغسطس من نفس العام عشرات وقائع القتل رميًا بالرصاص، ومحاولات اغتيال فاشلة.

عناصر “خطرة” في صبراتة

وسبق أن أكدت مصادر أمنية وأهلية رصد نشاط عناصر لـ”داعش” شديدي الخطورة في صبراتة، على رأسهم عبدالحكيم المشوط، الذي يعد زعيمًا للتنظيم في المدينة.

وقالت المصادر إن الإرهابيين لا يخفون تجولاتهم داخل المدينة، بل يرفعون أعلامهم أيضًا على السيارات التي تقلهم في كثير من الأحيان، كما تجري عمليات “تصفية” لأشخاص، سواء من الأهالي أو رجال الأمن، الذين عاونوا الجيش في السابق خلال مواجهته التنظيم.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الليبي شعبان بركة، إن المجموعات الإرهابية عادت لتبسط سيطرتها مجددًا في عدة مناطق غربًا، وهي مسؤولة عن عمليات القتل التي استهدفت أشخاصًا كانوا داعمين للحرب ضد الإرهاب والتطرف.

الجيش يتأهب

أشار بركة إلى أن بعض المجموعات المسلحة المؤيدة للحكومة منتهية الولاية اعترفت بزيادة نشاط الإرهابيين في المنطقة الغربية مؤخرًا، في الوقت الذي ينفي فيه البعض وجوده، مذكرا بأن ما يحدث حاليًّا يشبه الوضع في العامين 2014 و2015، حينما ظهر التنظيم في صبراتة، قبل أن يتمكن من السيطرة عليها.

ولفت إلى ظهور التنظيم خلال الأيام الماضية في وادي مرسيط بالمنطقة الغربية أيضًا، مشددًا على أن خطر الإرهاب موجود في كل ليبيا، ولذا يتحرك الجيش الليبي في عدة محاور لمواجهته.

ونفذ الجيش الليبي الأحد، ضربة عسكرية خاطفة ضد “داعش” في منطقة القطرون جنوب البلاد، انتهت بتدمير 6 سيارات والقضاء على كل من كان بداخلها من الإرهابيين، وأسر قياديا في التنظيم يدعى ناصر الطشاني، بعد تعرضه لإصابة بليغة، خلال مطاردة شاركت فيها الوحدات البرية وطيران الجو التابع للجيش.

يأتي ذلك في إطار العملية الموسعة التي ينفذها الجيش جنوبًا لملاحقة الإرهابيين والعناصر الإجرامية، وذلك بعد ازدياد نشاطهم خلال الآونة الأخيرة، مع توتر الأوضاع الأمنية في الجارة تشاد.