تجددت، مساء امس السبت، التظاهرات الحاشدة في إسرائيل، ضد حكومة نتنياهو، للأسبوع الثامن على التوالي.
وأفادت وسائل إعلام عبرية باحتشاد أكثر من ربع مليون إسرائيلي، بدعوة من المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلية، للأسبوع الثامن على التوالي، في عدة مدن وبلدات إسرائيلية، خاصة( تل أبيب، القدس ، حيفا، بئر السبع، هرتسيليا، ريشون لتسيون, كفار سابا) للمشاركة بالمسيرة المناهضة لحكومة بنيامين نتنياهو وسياساتها.

وأشار موقع جيروزاليم بوست إلى أن عشرات الآلاف شارك في التظاهرة المركزية بشارع “كابلان” في تل أبيب، إضافة إلى الآلاف في عشرات البلدات بينها القدس وحيفا وهرتسليا وبئر السبع وريشون لتسيون وكفار سابا.

وأفاد الإعلام العبري بأن آلاف المتظاهرين خرجوا في تل أبيب بمسيرة من دوار “ديزنغوف” وصولا إلى شارع “كابلان”، كما تم إغلاق مسالك شارع “أيالون” المركز، وأغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة شوارع أمام حركة السير.

ورفع المتظاهرون الإسرائيليون الشعارات واللافتات التي تندد بسياسة الحكومة وأعضائها الذين اتهموم بالفساد والاجرام وأنهم لا يستحقون البقاء في الحكومة كونهم مدانون في قضايا فساد تستوجب محاكمتهم مرددين هتافات مطالبة بالديمقراطية، وأخرى مطالبة حكومة نتنياهو بالاستقالة، وأخرى بوقف خطة إضعاف القضاء.

كما هتف المشاركون في مسيرة تل أبيب: “لن نكون إيران” “ياريف ليفين هنا ليس بولندا” و “بيبي، سارة – هذه ليست المجر”.
وشارك في المظاهرة أطباء يحملون نقالات ويحملون لافتات كتب عليها “لا صحة بدون ديمقراطية” إضافة لمشاركة وتظاهر شبان من الوسط الديني القومي، بقمصان كتب عليها: “متدينون، صهاينة، ديموقراطيون”.

وحسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية فقد خاطب رئيس الوزراء السابق إيهود باراك الرئيس يتسحاق هرتسوغ، الذي فشلت جهوده في الترويج للتسوية حتى الآن، وسأله: “هل شرفك في معسكر D9 أم في معسكر إعلان الاستقلال؟”.

هذا واحتج الآلاف في القدس أيضا، أمام منزل الرئيس الإسرائيلي، حيث تحدث نائب رئيس المحكمة العليا السابق إليكيم روبنشتاين، محذرا من إلحاق الضرر بالمحكمة العليا، التي وصفها بالحامية حقوق الإنسان.

في حيفا، حيث تجمع أكثر من 20 ألف شخص، وعد بيني غانتس، رئيس معسكر الدولة، بمواصلة النضال وأعلن: “لن نغادر البلاد، وسنواصل الدفاع عنها، والقتال من أجلها”.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال تغريدة له “الأصوات المسؤولة في المعارضة إلى عدم دعم الفوضى والدخول فورا في المحادثات.

وطالب رئيس المعارضة الاسرائيلية، يائير لبيد، نتنياهو بوضع حد لأكاذيبه، فيما اتهمه بالتسبب بانهيار الاقتصاد والتحريض على العنف، مؤكدا أنه لن يسمحوا له بسحق الديمقراطية الإسرائيلية.

وتتهم المعارضة الإسرائيلية حكومة نتنياهو بالسعي لتقويض القضاء وتدمير الديمقراطية في إسرائيل ومحاولة ضرب وحدة المجتمع الإسرائيلي وتعزيز الكراهية والحقد بين مكوناته، كما تتهمه بالسعي لخلق حرب أهلية اسرائيلية.

ويأتي تصاعد وتيرة الاحتجاجات، في الوقت الذي يواصل فيه وزير القضاء ياريف ليفين ونتنياهو ورئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء في “الكنيست” سيمحا روتمان، التقدم في خطة “إضعاف القضاء وتقويض المحكمة العليا”.

وكانت الهيئة العامة للكنيست، صادقت يوم الأربعاء الماضي، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يلتف على قرارات المحكمة الإسرائيلية العليا، بحيث يكون بإمكان الكنيست سن قانون بعد أن ألغته المحكمة العليا.

وأيد القانون 62 عضو كنيست وعارضه 51. وهذا القانون هو أحد تشريعات خطة إضعاف جهاز القضاء أيضا، ويهدف إلى منع المحكمة العليا من إلغاء قوانين أو بنود فيها بسبب تعارضها مع قوانين أساس.