مرايا –
اصطدم قطار ركاب بقطار بضائع في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في اليونان مما أودى بحياة 38 شخصا وخروج عربات من على القضبان ثم اندلاع النيران فيها، في أدمى حادث قطار في البلاد فيما تعيه الذاكرة والذي دفع وزير النقل للاستقالة.
ويعتقد أن كثيرين من الضحايا طلاب جامعيون كانوا في طريق عودتهم إلى ديارهم بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة. ويتوقع مسؤولون زيادة عدد القتلى مع ارتفاع درجات الحرارة في إحدى العربات إلى 1300 درجة مئوية بعد أن اشتعلت فيها النيران.
وتعمل السلطات على تحديد كيفية وقوع التصادم بين قطار الركاب فائق السرعة والقطار الآخر الذي يحمل حاويات شحن، والدخول في الاتجاه المعاكس وعلى نفس المسار بسرعة يعتقد أنها وصلت إلى 160 كيلومترا في الساعة.
وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس في كلمة بثها التلفزيون “كل شيء في هذه المأساة يشير بكل أسف إلى خطأ بشري”.
ووصف ركاب الحادث الذي وقع بالقرب من بلدة لاريسا بوسط اليونان، بأنه “كابوس مروع”. وقالوا إن النيران اندلعت في القطار قبل منتصف الليل بقليل أثناء توجهه إلى مدينة سالونيك الشمالية منطلقا من العاصمة أثينا.
وأخذ كثيرون يركلون النوافذ لتهشيمها هربا من النيران، بينما تسببت قوة الاصطدام في قذف آخرين حتى 40 مترا.
وقال ستيرجيوس مينينيس، وهو راكب عمره 28 عاما قفز سالما من القطار المحطم، “كنا نتقلب في العربة حتى سقطنا على جانبنا… ثم ساد الذعر… اشتعلت النيران في الحال… بينما كنا نتقلب كنا نحترق.. كانت النار يمينا ويسارا”.
وألقي القبض على مدير المحطة إذ يحاول المحققون التوصل لسبب وجود القطارين على المسار نفسه “لعدة كيلومترات” في حين استقال وزير النقل بالبلاد.
وقال المتحدث باسم فرقة الإطفاء فاسيليس فارثاكوجيانيس إن درجات الحرارة في العربة الأولى جعلت من الصعب التعرف على المحاصرين بالداخل أو تحديد عدد القتلى. واستنادا إلى ذلك من المحتمل أن يرتفع عدد القتلى.
ونُكست الأعلام في أثينا وكذلك في بروكسل، وأعلنت الحكومة الحداد لثلاثة أيام.
وقال رئيس الوزراء ميتسوتاكيس عندما زار موقع الحادث “إنها مأساة لا يمكن تصورها. تعازينا لأقارب الضحايا”.
وفي تصريحات أدلى بها لاحقا، قال ميتسوتاكيس إنه قبل استقالة عدد من كبار المسؤولين في هيئة السكك الحديدية. وفي أثينا احتج نحو ألف شخص أمام مكاتب إحدى الشركات التابعة لهيئة السكك الحديدية ورشقوا النوافذ بالحجارة لكن الشرطة فرقتهم بالغاز المسيل للدموع.
دموع وغضب
في لاريسا، حيث نُقل العديد من ضحايا الحادث، جلس نيكوس ماكريس على رصيف خارج المستشفى. وكانت أخت زوجته على متن العربة الأولى أو الثانية.
وقال لرويترز “هي مفقودة. ننتظر هنا منذ الثانية صباحا. الآن نحن ننتظر إجراء اختبار الحمض النووي. سنكون محظوظين إذا وجدنا جثتها لدفنها”.
وانتاب الغضب آخرين. وصاح قريب لأحد الضحايا “يجب أن يدفع بعض الأوغاد ثمن هذا”.
وقال رئيس وحدة الطوارئ في مستشفى لاريسا، أبوستولوس كومنوس، إن معظم القتلى من الشبان في العشرينات من العمر.
وقدم وزير النقل كوستاس كارامانليس استقالته قائلا إنه يتحمل مسؤولية “إخفاقات الدولة المستمرة لفترة طويلة” في إصلاح نظام السكك الحديدية. ووصفه بأنه لا يتماشى مع القرن الحادي والعشرين.
وأفاد مسؤول بالشرطة بأن مدير المحطة، المسؤول عن الإشارات، ألقي القبض عليه ووجهت إليه تهمة التسبب في وفيات جماعية نتيجة الإهمال والتسبب في أذى جسدي خطير بسبب الإهمال.
وقال المسؤول إن الرجل البالغ من العمر 59 عاما نفى أي مسؤولية عن الحادث، وعزا ذلك إلى عطل فني محتمل.
وأفاد أحد مسؤولي الإطفاء بأنه تم نقل 66 من المصابين إلى المستشفيات، من بينهم ستة في وحدات للعناية المركزة.
وكان قطار البضائع منطلقا من سالونيك إلى لاريسا.
وباعت اليونان شركة السكك الحديدية ترينوز لشركة فيروفي ديلو ستاتو إيتالياني الإيطالية في 2017 في إطار برنامج الإنقاذ الدولي، وتوقعت استثمار مئات الملايين من اليورو في البنية التحتية للسكك الحديدية في السنوات المقبلة.
ووفقا لموقع الشركة الإيطالية على الإنترنت، فهي المزود الرئيسي لخدمات النقل بالسكك الحديدية للركاب والشحن في اليونان، وتدير 342 مسارا للركاب والمسارات التجارية يوميا.