مرايا –
كشفت إسرائيل عن استخدام منظومة الدفاع الجوي الصاروخي، مقلاع داوود، في التصدي لصواريخ أطلقت من قطاع غزة، وذلك بعد فشل منظومة القبة الحديدية في هذه المهمة.
وقال مصدران في الجيش الإسرائيلي إنه جرى بنجاحٍ استخدام مقلاع داوود عملياً للمرة الأولى يوم الأربعاء 10 مايو/أيار الجاري أثناء اقتتال عبر الحدود مع مسلّحي غزة.
وفيما تُعدّ هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استخدام مقلاع داوود للتصدي للصواريخ المنطلقة من غزة، فهي ليست المرة الأولى التي تستخدمها الدولة العبرية.
ففي يوليو 2018، قالت صحف إسرائيلية إن نظام مقلاع داوود استُخدم لأول مرة في التصدي لصواريخ باليستية قصيرة المدى أطلقت من جنوب سوريا باتجاه مرتفعات الجولان.
وكانت صافرات الإنذار الإسرائيلية قد دوّت إثر انطلاق هذه الصواريخ، والتي سرعان ما تبيّن أنها تأتي ضمن اقتتال داخلي وأنها سقطت “داخل سوريا”، بحسب تعبير الجيش الإسرائيلي الذي كان قد أطلق صاروخين من نظام مقلاع داوود للتصدي لتلك الصواريخ.
وكانت إسرائيل قد بدأت في تطوير مقلاع داوود في عام 2006، وفي عام 2008 وقّعت شركة رفائيل الإسرائيلية مع شركة رايثيون الأمريكية اتفاقية لتطوير مقلاع داوود.
وفي 2017 تم الإعلان عن دخول منظومة مقلاع داوود الخدمة فِعليا، بعد الإعلان عن دخول الخدمة التجريبية قبل نحو عامين من ذلك.
وفي احتفال أقيم بقاعدة حتسور الجوية الإسرائيلية في أبريل/نيسان 2017، اعتبر بنيامين نتنياهو أن مقلاع داوود قادر على إثناء أولئك الذين يفكرون في مهاجمة إسرائيل عن القيام بذلك.
وقال قائد منظومة الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي: “نحن في سباق تسلّح مع أطراف أخرى، وإن مقلاع داوود ليس منظومة سلاح ضد تهديد معيّن وإنما هو مجموعة منظومات وقدرات في مقابل أي تهديد، وفي هذا السياق نود أن نسبق الطرف الآخر”.
ويمثّل مقلاع داوود المستوى المتوسط من نظام إسرائيلي متعدد المستويات للتصدي للصواريخ، وهو مؤهل لاعتراض صواريخ متوسطة المدى وكذلك صواريخ كروز.
وصُمم المقلاع ليحلّ بالأساس محلّ أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت لدى الجيش الإسرائيلي. ويستهدف مقلاع داوود إسقاط صواريخ أطلقت من مسافة تتراوح بين 100 إلى 200 كيلومتر.
وتمثّل القبة الحديدية المستوى الأدنى من ذلك النظام، وهي مصممة للتصدي للصواريخ قصيرة المدى، وللمسيّرات الصغيرة ولقذائف الهاون.
وفي المستوى الأعلى من النظام الدفاعي الجوي الإسرائيلي، توجد منظومة حيتس2 و3، والمنوط بهما التصدّي للصواريخ الباليستية وطويلة المدى. وتعكف شركة الفضاء الإسرائيلية بالتعاون مع شركة بوينغ الأمريكية على تطوير منظومة حيتس، في إطار برنامج أمريكي مضاد للصواريخ البالستية.
وكانت إسرائيل طوّرت منظومة القبة الحديدية بهدف التصدّي للصواريخ المنطلقة من غزة، بينما كانت تهديدات إيران وحلفائها، وعلى رأسهم جماعة حزب الله اللبنانية، في حسابات إسرائيل عندما عكفت على تطوير منظومتَي مقلاع داوود وحيتس.
ويتميز مقلاع داوود بقدرته على استخدام صواريخ موجّهة بنظام مزدوج أحدهما يستخدم رادار نشِط والآخر يستخدم تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء، بحسب تقرير نشرته مجلة ميليتاري ووتش العسكرية.
فيما يعيب مقلاع داوود عدم قدرته على التنقّل بسهولة (كما هو الحال مثلا مع منظومة إس-300 الروسية)، مما يتركه عرضة لهجمات الصواريخ المضادة للإشعاعات. هذا فضلا عن التكلفة العالية للصواريخ التي يطلقها مقلاع داوود؛ إذ يكلف إنتاج كل صاروخ “ستانر” حوالي مليون دولار، بحسب تقارير.
وفيما تعدّ القبة الحديدية صناعة إسرائيلية، فإن منظومتَي مقلاع داوود وحيتس بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وجرى الإنفاق بسخاء على تطوير مقلاع داوود؛ وقدّمت واشنطن حوالي 1.99 مليار دولار من المساعدات لدعم تطوير مقلاع داوود خلال الفترة من 2006 إلى 2020، بحسب تقارير.
وصنّفت ميليتاري ووتش مقلاع داوود في المركز السادس بين أفضل منظومات الدفاع الجوي، بعد كل من منظومة إتش كيو-9 الصينية، ومنظومة إس-500 الروسية، ومنظومة إس-300 في4 الروسية، ومنظومة إس-400 الروسية، ومنظومة ثاد الأمريكية.