مرايا – طالبت اذربيجان جارتها أرمينيا بترجمة أقوالها إلى أفعال لإستكمال عملية السلام وتطبيع العلاقات بين البلدين وانهاء الخلاف حول إقليم قرة باغ.
وقال وزير وزير الخارجية في جمهورية أذربيجان جَيْهون بايْراموف خلال الجلسة الخاصة للمجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أذربيجان حازمة وجازمة على إعادة دمج السكان الأرمن في إقليم قره باغ في الإطار السياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي لأذربيجان كالمواطنين ذوي الحقوق المتكافئة.
واضاف إن الحكومة الاذربيجانية عيّنت مندوباً خاصاً لها في الحوار مع السكان الأرمن المحليين لغاية نقاش الأمور المرتبطة بإعادة دمجهم الذي توفّر له الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والاتفاقية الإطارية الأوروبية لحماية حقوق الأقليات القومية ودستور أذربيجان وتشريعاتها الوطنية على وجه الخصوص إلى جانب الوثائق الدولية التي نشارك بها، توفّر أرضية وجيهة.
وأشار إنه مع انتهاء الصراع المسلّح بين أرمينيا وأذربيجان الذي دام نحو ثلاثين عاماً، ومع تعهد الدولتيْن باحترامٍ متبادل تجاه سيادتهما ووحدة أراضيهما وحرمة حدودهما، أضحى السلام سهل المنال ولأول مرة بعد استعادة البلديْن استقلالهما.
وأشار إن إقرار أرمينيا بسيادة ووحدة أراضي أذربيجان، بما فيها إقليم قره باغ وإعلانها عن ذلك، يشكّل التفاءؤل الحذر وبالتالي فإن البيانات التي تُصدرها القيادة الأرمنية لا بدّ أن تنعكس في سلوك البلد على أرض الواقع، حتى يتمّ التوصّل في نهاية المطاف إلى تقدم.
وأوضح أن التواجد العسكري المتواصل غير المشروع لأرمينيا على الأراضي الأذربيجانية ذات السيادة، وتدخل أرمينيا المطّرد في شؤوننا الداخلية، وحيلولتها دون الحوار بين السلطات التنفيذية المركزية الأذربيجانية والسكان المحليين من أصل أرميني في إقليم قره باغ، وحملة تشويه واسعة النطاق التي تقوم بها على نطاق دولي وضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تتعارض مع التعهد السالف الذكر، وتُعدّ عائقةً أساسية أمام المفاوضات حول التطبيع بين أذربيجان وأرمينيا.
ولفت أن أذربيجان اطلقت إلى جانب عملية التطبيع، مساعٍ واسعة من إعادة التأهيل والإصلاح وإعادة الدمج بعد الصراع بهدف إزالة التداعيات البالغة التي خلّفها الاحتلال العسكري لأراضينا طوال 30 عاماً، مما يستهدف في المحصّلة النهائية، توفير حق تنفيذ الحقوق المنتهَكة مثل عودة آمنة وكريمة لمئات آلاف الأذربيجانيين إلى بيوتهم والتعايش السلمي للمواطنين الأذربيجانيين الذين تضرروا من الصراع.
وأكد ان عدم التدخل في شؤون الدول وعدم الإخلال بدمج الأشخاص المنتمين إلى الأقليات القومية أو عدم تأجيج الإنفصالية في أراضي الدول المجاورة يحمل قدر متساوٍ من الضرورة أمام جميع الدول. فحماية حقوق الإنسان للأشخاص المنتمين إلى الأقليات القومية لا يُفترض بها ضرورة انتهاك السلامة الإقليمية للدول، بل وتعزيزها. وقد عاد الفوج الأول من الأسر المشرّدة إلى قرية آغالي لدى محافظة زانجيلان وقرية تاليش لدى محافظة تارتار ومدينة لاتشين الأذربيجانية نتيجة المساعي الدؤوبة التي تقوم بها الحكومة.
وأوضح إن رفض أرمينيا مشاركة كافة الخرائط للأراضي الملغّمة واستمرارها في زرع الألغام وإنشاء أفخاخ مُلغّمة حتى بعد أن أعلنت وقف كل الأعمال العسكرية، يزيد من تفاقم الوضع وعدد الضحايا. ومنذ توقيع البيان الثلاثي في عام 2020، قد صار 320 فرد ضحايا الألغام، بما فيها تلك المزروعة في الأراضي الأذربيجانية بعد البيان المذكور.
وبين أن أذربيجان تؤمن بإخلاص بأن التطبيع بين أذربيجان وأرمينيا على أساس الاعتراف المتبادل بسيادتهما وسلامتهما الإقليمية وحدودهما الدوْلية واحترامها، هو السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار الدائميْن في المنطقة.