استشهدت امرأة في الثمانين من العمر وأصيب زوجها بجروح بقصف إسرائيلي على قرية حدودية في جنوب لبنان حسبما ذكرت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام، بينما شنّ حزب الله هجمات جديدة ردا على ذلك.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية تبادلا يوميا للقصف بين جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ “مدفعية العدو المتمركزة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة استهدفت الأحياء السكنية في بلدة مارون الراس”، مضيفة أنّ “القصف المعادي (…) أدى إلى استشهاد مواطنة وجرح زوجها”.
وكان الحزب حذّر من أنه سيقابل بالمثل أي استهداف إسرائيلي للمدنيين.
وقال في بيانات منفصلة الخميس إنه شنّ سلسلة من الهجمات ضد إسرائيل، بما فيها هجوم باستخدام ثلاث مسيّرات.
وأوضح في بيان “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى والمنازل المدنية واستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية الخميس 21-12-2023، باستهداف مستعمرتي دوفيف وأفيفيم (قرية صلحا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة”.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “مدنيَين إسرائيليَين أصيبا بجروح طفيفة إثر إطلاق نار في مستعمرة دوفيف” القريبة من الحدود اللبنانية. وأضاف أنه ردّ على مصادر النيران.
وكان حزب الله أعلن ليل الأربعاء الخميس، استشهاد أحد مقاتليه بعد غارة إسرائيلية على منزل في قرية مركبا الحدودية.
وجاء ذلك بعدما كان الحزب الذي خسر حوالي مئة مقاتل في لبنان منذ بداية الحرب، أعلن استشهاد مقاتلَين آخرَين الأربعاء.
وأدى تبادل القصف إلى استشهاد أكثر من 140 شخصا، بينهم عشرون مدنيا في لبنان، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا على الجانب الإسرائيلي بينهم 7 عسكريين.
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن سلسلة هجمات على إسرائيل خلال الليل، مشيرا بشكل خاص إلى أنّه أطلق “صواريخ حارقة” على منطقة حرجية في شمال فلسطين المحتلة قرب الحدود.
وقال إنّه كان يردّ على “إحراق حرج الراهب” الناجم عن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتّهم باستخدام ذخائر فسفورية خلال غاراته على جنوب لبنان.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه قصف “مركز قيادة عمليات” تابعا لحزب الله، واستهدف مقاتلين كانوا متجهين نحو الحدود قرب المطلة.
وأدى العنف على الحدود إلى النزوح القسري لأكثر من 72 ألف شخص في لبنان، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وأثارت التوترات بين إسرائيل وحزب الله الخشية من اتساعها إلى حرب واسعة.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاثنين من بيروت إلى ضبط النفس لتجنّب اندلاع حريق إقليمي.
كذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارته إسرائيل الاثنين، حزب الله إلى “التأكد من عدم القيام بأمور من شأنها التسبب بنزاع أوسع نطاقا”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين شدد الأحد على أنه “ليس لدى (إسرائيل) أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا”، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية في الشمال.