اشتبكت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع مقاومي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) السبت في شمال قطاع غزة في محاولة لتحقيق هدفها صعب المنال المتمثل في السيطرة الكاملة عليه.

وجاء الاشتباك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا دعا فيه لزيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.

وتصاعد دخان كثيف فوق جباليا بشمال القطاع والتي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.

وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث الوضع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت.

وتواصل الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الرئيسية دعمها لها في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق إزاء تزايد عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.

وفي وقت لاحق، أفاد سكان ووسائل إعلام فلسطينية بأن الدبابات الإسرائيلية قصفت منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. ولم ترد تقارير حتى الآن عن سقوط ضحايا.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية السبت، أن 201 على الأقل استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 20258 خلال الحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا.

وتقول إسرائيل إن 146 من جنودها قُتلوا منذ تنفيذ اجتياحها البري ردا على عملية “طوفان الأقصى” الفلسطينية.

وكتب يسرائيل كاتس وزير الطاقة الإسرائيلي والعضو بحكومة الحرب على منصة إكس “ينبغي أن نمضي قدما من أجل كل جندي سقط أيضا. حتى القضاء على حماس. حتى استعادة الرهائن”.

وقالت حماس إنها فقدت الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن خمسة من المحتجزين الإسرائيليين بسبب القصف الإسرائيلي.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص هم صحفي في قناة الأقصى واثنان من أقاربه.

وقالت إذاعة الأقصى في وقت لاحق إن طائرات إسرائيلية قصفت ودمرت مقر تلفزيون وإذاعة الأقصى في مدينة غزة.

وأحجم متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق على التقارير الفلسطينية التي تفيد بأن القوات الإسرائيلية بدأت هجوما بريا بالقرب من كرم أبو سالم شرقي معبر رفح ناحية مصر.

“يقصفون ليل نهار”

تطلب إسرائيل من السكان مغادرة المناطق الشمالية من غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.

وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف “أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”.

وأضاف “يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار”.

وشارك فلسطينيون في تشييع جثامين أربعة من أسرة واحدة استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية أخرى على خان يونس بجنوب القطاع.

وقال رمزي العايدي، وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراة في القانون، “هؤلاء أشخاص يعني الأصل بأن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن… القانون الدولي قد سقط… لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد”.