شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت السبت على ضرورة تجنّب “جرّ” لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب “من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي” مخاطباً في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.

لكنّ الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الثلاثاء بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت السلطات اللبنانية وحزب الله وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية.

وتوعد حزب الله بأن العملية لن تبقى دون “عقاب”. وهو أعلن السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخا باتجاه قاعدة مراقبة جوية شمال إسرائيل، في خطوة قال إنها تشكل “رداً أوّلياً” على اغتيال العاروري.

وقال بوريل الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين “أعتقد أنه يمكن تجنّب الحرب، ويجب تجنّبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل”، مشدداً على أنه “من الضروري تجنّب تصعيد إقليمي في منطقة الشرق الأوسط”.

وشدد بوريل على ضرورة “إعادة فتح القنوات الدبلوماسية للإشارة الى أن الحرب ليست الخيار الوحيد، بل هي الخيار الأسوأ”.

وشملت لقاءات بوريل في بيروت كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد قوة الأمم المتحدة الموقتة جنوب لبنان الجنرال أرولدو لازارو.

ونبّه ميقاتي خلال لقائه بوريل، وفق بيان عن مكتبه الإعلامي، الى أنّ أي “تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل”.

وقال بيان عن قوة يونيفيل إن بوريل ولازارو ناقشا “الوضع الحالي على طول الخط الأزرق وأهمية منع المزيد من التصعيد”، واعتبرا أن “السعي إلى حل دبلوماسي ليس ممكنا فحسب، بل ضروري أيضا”.

وجاءت مواقف بوريل في وقت تشهد بيروت زيارات لدبلوماسيين غربيين سعياً إلى ضبط النفس وتجنب حصول تصعيد بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قال الجمعة، إنه “بعد طي هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة (…) نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا اللبنانية”.

وردّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على التصريحات بالتأكيد أن إسرائيل “تفضّل المسار الدبلوماسي على المسار العسكري” لإعادة الهدوء إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان.

وأبدت السلطات اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية استعدادا لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً خاضها حزب الله وإسرائيل عام 2006، وينصّ على انتشار الجيش اللبناني فقط على طول الحدود مع إسرائيل، بشرط انسحاب الأخيرة من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان.