رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرصيف البحري، الذي تم تشييده على عجل من قبل الولايات المتحدة، لم يكن مصمماً على الإطلاق للتعامل مع الأمواج العنيفة في البحر المتوسط، والتي من المتوقع أن تتفاقم خلال فصل الصيف.
وأوضحت الصحيفة، أن كثير من المنظمات الإنسانية تخلت عن وضع خطط طويلة المدى حول عمل الرصيف البحري، الذي انهار هيكله في نهاية الشهر الماضي، بعد 10 أيام فقط من تشغيله.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته يوم الأربعاء، إلى أن الرصيف الذي تم انشاؤه بتكلفة 230 مليون دولار، كان المقصود منه توصيل المساعدات الإنسانية القادمة من الموانئ القبرصية إلى غزة، بعد إغلاق المعابر البرية، وتضاؤل حجم المساعدات الإنسانية الموجهة للقطاع.
تضارب الموقف
ورأت الصحيفة، أن وضع الرصيف البحري يعكس موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وذلك بعد 3 أشهر من إعلان بايدن عن إنشاء الرصيف البحري، ولم يتدفق منه ما يكفي من المساعدات لدعم سكان غزة إلا لبضعة أيام، وهو جزء صغير مما هو مطلوب لأكثر من مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة.
وسرعان ما غادر ما يقرب من 1000 جندي شواطئ ولاية فرجينيا الأمريكية في سفن تحمل أجزاء من الرصيف، وحتى في ذلك الوقت، قال مسؤولو الدفاع إنهم لا يعرفون الكثير من جوانب الخطة، بما في ذلك مكان إجراء عمليات التفتيش على المساعدات.
ويقول التوجيه العسكري على الرصيف، المعروف باسم الخدمات اللوجستية المشتركة، إن استخدام الرصيف البحري “يعتمد على الطقس”، ولا يمكنه العمل في ظروف تتجاوز حالة البحر، أو الأمواج القصيرة والمتوسطة.
وكان بعض مسؤولي الدفاع أيضاً متشككين بشأن مدى جودة التنسيق بين الجيش الأمريكي والجيش الإسرائيلي والحكومة القبرصية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وآخرين، خاصة أثناء الحرب، وفي مثل هذا الجدول الزمني القصير.
واختارت منظمات إغاثة أخرى، بما في ذلك المطبخ المركزي العالمي التابع لخوسيه أندريس، بناء رصيف خاص بها قبالة شاطئ غزة لتوصيل المساعدات.
فشل المشروع
وقال ميكي بيليغ، المدير العام لسفينة الشحن القبرصية EDT Offshore “” نحن نعرف الطقس، ونعرف إيقاع الأمواج والرياح في أي وقت من السنة، وكان بإمكاننا أن نقول إن الأمر لن ينجح” بسبب العديد من العوامل.
وقال أحد مسؤولي الدفاع الأمريكيين بعد وقت قصير من استئناف عمليات الرصيف: “دعونا نرى إلى متى سيستمر هذا”.
ومن جانبها قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي المزود الرائد للمساعدات المرسلة عبر الممر البحري، إنها تخطط لمواصلة تأمين الإمدادات لتسليمها من قبرص.
في حين أن البنتاغون خصص ما يكفي من المال لدفع ثمن الرصيف لتلقي المساعدات لمدة 3 أشهر، إلا أن الأشخاص المطلعين على عملياته يقولون إنهم لا يتوقعون أن يستمر كل هذا الوقت.
وإذا تم إغلاق الرصيف بشكل دائم، فقد ينتهي الأمر بتسليم المساعدات عن طريق البحر إلى ميناء أسدود في إسرائيل، ثم إرسالها على طول الطرق البرية ذاتها، التي كان من المفترض أن يتجاوزها الممر البحري، بحسب الصحيفة.