نقلت فايننشال تايمز عن دبلوماسي غربي قوله إن من وصفهم بـ”الجميع” يضغطون على طهران حتى لا ترد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، وكذلك لاحتواء الأمر.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم أن “مستقبل الصراع قد يعتمد على حسابات إيران أكثر من حسابات إسرائيل”.

وقالت فايننشال تايمز إن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين يجرون محادثات عاجلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في سباق لمحاولة تجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن المحادثات ركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي.

وأعلنت حركة حماس اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وقالت حماس، في بيان، إن رئيس الحركة استشهد “إثر غارة صهيونية غادرة”؛ ووصفت اغتياله “بالعمل الإرهابي مكتمل الأركان” وبأنه انتهاك لسيادة إيران.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن اغتيال هنية وقع قرابة الثانية من صباح الأربعاء، حيث كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بطهران؛ وأكدت استشهاده مع أحد حراسه الشخصيين.

وفي حين لم تتبن تل أبيب رسميا عملية الاغتيال، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسماعيل هنية قُتل بصاروخ أطلق من خارج إيران.

أوامر لثأر إيراني

وعقب حادثة اغتيال هنية، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن طهران ترى أن “من واجبها الثأر لدم هنية”، لأن الاغتيال وقع على الأراضي الإيرانية.

وأضاف، في بيان، أن “الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي، باغتياله هنية، مهّد الأرضية لمعاقبته بقسوة”، حسب تعبيره.

في السياق نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بضرب إسرائيل مباشرة ردا على اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

وأوضحت الصحيفة الأميركية نقلا عن المسؤولين الإيرانيين أن خامنئي أصدر أوامره في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي.

وأضاف هؤلاء أن القادة يدرسون شنّ هجوم بمسيّرات وصواريخ على أهداف عسكرية بمحيط تل أبيب وحيفا، وأن من بين الخيارات هجوما منسقا من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير.

وقال المسؤولون الإيرانيون بحسب الصحيفة، إن خامنئي أمر الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط للهجوم والدفاع إذا توسعت الحرب، مشيرين إلى أن إيران ستحرص على تجنب ضرب الأهداف المدنية في أي هجوم على إسرائيل.

حشد أميركي إسرائيلي

وتتحسب تل أبيب لرد من إيران على اغتيال إسماعيل هنية وكذلك من حزب الله على اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر الذي اغتيل بغارة إسرائيلية مساء الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت ما أسفر عن استشهاده ومستشار إيراني واستشهاد وإصابة عشرات المدنيين في المكان.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن إسرائيل أبلغت لبنان وإيران عبر قنوات دبلوماسية أنها مستعدة لحرب شاملة.

وأضافت القناة أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لمجموعة من الردود المحتملة تشمل محاولات لاختراق الحدود الشمالية.

كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مدير الشاباك أصدر تعليمات استثنائية بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء استعدادا للرد الإيراني على اغتيال هنية.

وفي الوقت نفسه، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول بالبنتاغون أن الولايات المتحدة حشدت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.

وتؤكد الولايات المتحدة دعمها الكامل لما تصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.