يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركيا، اليوم الأربعاء، لعقد محادثات مهمة بين البلدين يتم خلالها توقيع سلسلة اتفاقيات في مجالات متنوعة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين.
وتعدّ زيارة السيسي المرتقبة إلى تركيا، الأولى لرئيس مصري بعد 11 عاماً من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار مصر في 14 فبراير/ شباط.
وسيناقش الجانبان، خلال المحادثات الثنائية، الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات العلاقات التجارية بين البلدين والخطوات الواجب اتخاذها بهذا الشأن، وفق “الأناضول”.
ومن المقرر توقيع نحو 20 اتفاقية في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره المصري في أنقرة.
ويهدف البلدان بهذه الاتفاقيات إلى زيادة حجم التجارة بينهما البالغ 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار في الخطة الأولى.
الدفاع والطاقة
وتشكل العلاقات التجارية قاطرة تعاون بين البلدين، ومن المنتظر أن تسهم الزيارة في زيادة استثمارات تركيا بمصر والتي تتجاوز 3 مليارات دولار.
ويتضمن جدول الأعمال تنفيذ مشروعات مشتركة في الصناعات الدفاعية مع مصر، التي قامت باستثمارات كبيرة بهذا القطاع.
ومن المخطط تطوير التعاون في مجال الطاقة الذي يوفر فرصا مختلفة للبلدين، لا سيما في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة.
وتحتل مصر المركز 19 بقيمة 294 مليون دولار من إجمالي رصيد الاستثمار المباشر التركي في الخارج البالغ 46.5 مليار دولار، والمركز 36 بمبلغ 45 مليون دولار من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر القادم إلى تركيا من الخارج والذي يبلغ حوالي 130 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تسهم الخطوات التي سيتم اتخاذها في نطاق الزيارة المرتقبة بزيادة حصة البلدين في الاستثمارات المباشرة.
الصادرات والواردات
وصدّرت تركيا لمصر ما قيمته 3 مليارات دولار العام الماضي، وخلال هذه الفترة بلغت الواردات من مصر 3.1 مليارات دولار، وسجل بذلك حجم التجارة الخارجية بينهما 6.1 مليارات دولار.
وفي الفترة المذكورة احتلت المركزَ الأول في صادرات تركيا إلى مصر المراجلُ والآلات والأجهزة والأدوات الميكانيكية، ومعدات المفاعلات النووية وقطعها، والحديد والصلب، والبلاستيك ومنتجاته.
وفي الفترة نفسها، كان أغلب واردات تركيا من مصر البلاستيك ومنتجاته والأسمدة والحديد والصلب.
وفي حين بلغت الصادرات إلى مصر خلال 7 أشهر من العام الجاري مليارا و904 ملايين دولار، سجلت الواردات منها مليارا و911 مليون دولار.
وبلغ حجم التجارة بين البلدين في الفترة نفسها 3 مليارات و815 مليون دولار.
أهمية مصر لتركيا
في حديث للأناضول، قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية مصطفى دنيزار إن العلاقات بين البلدين عادت إلى طبيعتها منذ نحو عام، وإن المسار الإيجابي للعلاقات منح الثقة لعالم الأعمال لدى الجانبين.
وأوضح دنيزار أن هناك استثمارات تركية في مصر منذ عام 2007، وقال: “تستمر هذه الاستثمارات في الزيادة كل عام. وتجاوزت استثماراتنا في مصر 3 مليارات دولار”.
وأضاف: “من المنتظر أن نرى استثمارات جديدة بقيمة 500 مليون دولار في العام المقبل”.
وأردف: “عمالتنا في مصر وصلت إلى 100 ألف شخص، وهذا رقم مهم. ولتحسن العلاقات السياسية دور إيجابي في هذا الشأن”.
وأفاد بأن المنتجات التركية تجذب الانتباه بجودتها وصورتها في مصر، معربا عن أمله في الوصول إلى هدف التجارة الثنائية البالغ 15 مليار دولار.
وقال دنيزار: “مصر دولة استراتيجية يمكن أن تكون قاعدة الإنتاج الثانية لتركيا، إنها أكبر شريك لنا في شمال إفريقيا، وهي من الدول التي لنا معها حجم تجارة كبير”.
وأكمل: “لا نزال نحقق معها فائضا تجاريا في المنتجات الصناعية غير المرتبطة بالطاقة”. وكالات