مرايا –
من هو بشار الأسد؟
ولد بشار حافظ الأسد في محافظة دمشق في الـ 11 من سبتمبر/أيلول عام 1965، لأسرة تنتمي إلى الطائفة العلوية، نشأ في أجواء السلطة بعد ترؤس والده البلاد في انقلاب عسكري عام 1970.
بشار الأسد هو الابن الثالث لأنيسة مخلوف والرئيس السابق حافظ الأسد بعد بشرى وباسل الذي كان من المفترض أن يرث الحكم بعد أبيه، لكنه توفي في حادث سير، وجاء بعد بشار كل من ماهر ومجد.
ولد الأسد ونشأ في فترة سياسية مضطربة حيث كان والده يقود انقلاب “الحركة التصحيحية” عام 1970، ويحاول بشتى الطرق تثبيت حكمه، خاصة بعد محاولة اغتياله.
تعرف بشار على أسماء الأخرس في لندن خلال دراسته هناك، وكانت تعمل في مصرف بأحد المصارف في حي المال والأعمال، ثم تزوج منها في ديسمبر/كانون الأول 2000، بعد توليه الحكم، وهي من عائلة حمصية درست ونشأت في العاصمة البريطانية. وأنجب الأسد منها ابنه الأول حافظ عام 2001، ثم زين عام 2003، وبعدها كريم عام 2004.
دراسته
درس بشار مراحله الأساسية في دمشق، ونال فيها شهادته الثانوية من مدرسة “الحرية الفرنسية” عام 1982، وبعدها انتسب لكلية الطب بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1988.
وتطوع الأسد ضابطا بعد تخرجه في القوات المسلحة فرع إدارة الخدمات الطبية في الأول من سبتمبر/أيلول 1985 وتخرج منها برتبة ملازم أول تحت الاختبار، وعمل بعدها طبيبا للعيون بمشفى تشرين العسكري عام 1992 قبل أن يسافر إلى لندن لمتابعة دراسته حتى عام 1994.
التجربة العسكرية
عقب وفاة باسل النجل الأكبر لحافظ الأسد في الـ 21 من يناير/كانون الثاني 1994 استدعى الرئيس السوري ابنه بشار إلى دمشق ليؤهله لتولي الحكم بعده، فعُين فورا رئيسا لمجلس إدارة الجمعية العلمية السورية المعلوماتية المسؤولة عن النشاط المعلوماتي في سوريا.
رُفِّع بشار بعدها فورا إلى رتبة نقيب في يوليو/تموز 1994 بعد انضمامه إلى صفوف الجيش السوري، قبل أن ينال رتبة رائد عام 1995، وبعدها مقدم عام 1997، ثم رتبة عقيد ركن في يناير/كانون الثاني 1999.
وبعدها بسنة تولى بشار الأسد قيادة الجيش وتسلم حينها عددا من الملفات كان من بينها الملف اللبناني، ولعب دورا بارزا عام 1998 في تنصيب إميل لحود رئيسا للبنان.
تسلمه الحكم
توفي حافظ الأسد في الـ 10 من يونيو/حزيران عام 2000، وأصدر نائب رئيس الجمهورية حينها عبد الحليم خدام مرسوما تشريعيا (9) رفّع فيه بشار إلى رتبة فريق، وعمره حينها كان 34 عاما و10 شهور، ومتجاوزا الرتب الثلاثة قبلها وهي عميد ولواء وعماد، ثم أصدر المرسوم (10) بتعيين بشار قائدا عاما للجيش والقوات المسلحة.
وعقب وفاة حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران 2000، اجتمع مجلس الشعب السوري لتعديل المادة رقم (83) من الدستور التي تنص على أن سنّ الرئيس يجب أن تكون 40 سنة، وفي تصويت استغرق مدة قصيرة جدا أصبحت المادة (83) تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة، وهي سن بشار في ذلك الوقت، وبهذا التعديل الدستوري الذي يعد الأسرع من نوعه في العالم، تمكن بشار من تولي رئاسة سوريا.
وبعد انتخابه رئيسا أصبح بشار الأسد أول رئيس عربي يخلف والده في الحكم بدولة نظامها جمهوري، وانتخب بعدها أمينا قُطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري (الحاكم لسوريا منذ ستينيات القرن العشرين) في الـ 27 من يونيو/حزيران عام 2000 خلال المؤتمر القُطري التاسع للحزب.
في بداية حكمه شهدت سوريا نوعا من الانفتاح السياسي والديمقراطي عرف بـ “ربيع دمشق” لكن بعد ذلك بدأ بـ “حملة إصلاحات اقتصادية لا سياسية” طالتها اعتقالات لمعارضيه، وقاد ذلك إلى إشعال فتيل الأزمة السورية عام 2011..
العلاقات الدولية
قبل الأزمة السورية كان بشار الأسد قد وصل إلى أعلى مركز إقليمي خلال حكمه، ولا تهديدات من الدول المجاورة له، ففي العراق النظام السياسي المقرب من إيران الحليف معها، وفي لبنان كان حليفا مع حزب الله، وعقب حرب غزة الأولى استطاع توطيد علاقاته عربيا باعتباره وسيطا لحلها.
لكن بعد اندلاع الأزمة السورية ورفض الأسد وحكومته التعاون مع “المبادرة العربية لحل الأزمة السورية” أعلنت جامعة الدول العربية في الـ 12 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، تجميد عضوية سوريا وفرض عقوبات اقتصادية.
وافق الأسد في ديسمبر/كانون الأول على تنفيذ مخرجات المبادرة لأجل رفع العقوبات عن البلاد، فأرسلت بعثة مراقبين عرب لمراقبة تنفيذها داخل سوريا، لكنها أكدت تدهور الأوضاع في الداخل واستمرار استعمال العنف، فتبدد إمكانية التوصل لحل.
وعقب فشل المبادرة العربية حاولت جامعة الدول العربية اللجوء لمجلس الأمن لوقف ما يحدث في سوريا، لكن روسيا والصين استعملتا حق النقض (الفيتو) ففشلت المحاولة.
وقررت دول عربية عدة قطع علاقاتها رسميا، لكن منها من أعادت العلاقات بعد سنوات عدة واستقبلت الأسد في بلادها بداية من عام 2018، ومنها من أصرت على موقفها بتجميد العلاقات مثل قطر والكويت والمغرب.
واستطاع الأسد استعادة مقعده في جامعة الدول العربية خلال القمة الثانية والثلاثين التي عقدت في مدينة جدة السعودية يوم 19 مايو/أيار 2023، بعد أن قاطعته الأنظمة العربية لسنوات عدة.
مذكرات اعتقال وعقوبات
في عام 2011 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بشار الأسد مع آخرين من أسرته ومقربين منه، وأعلنت حظر الاستثمارات في قطاع النفط السوري، ووقف تصدير معدات صناعة النفط والغاز وحظر تجارة الذهب وتجميد أصول مؤسسات سورية وأفراد، وغيرها من العقوبات.
وأعلنت جامعة الدول العربية فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، وتعليق كل المعاملات مع بنكها المركزي، وأي معاملات واتفاقات تجارية معها.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أصدر القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال دولية لبشار الأسد متهما إياه بـ”التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية” لاستخدامه أسلحة كيميائية محظورة ضد معارضيه عام 2013 في ريف دمشق، مما تسبب بمقتل أكثر من ألف شخص حسب الولايات المتحدة الأميركية وناشطين.