مرايا – شؤون سياسية – اليوم الأخير لزيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في واشنطن، كان حافلا بكثير من الأحداث المتعاقبة، وفقا لما أشارت إلى وسائل إعلام أمريكية.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرا كشفت فيه كواليس “اليوم الأخير” لزيارة ولي العهد السعودي في واشنطن.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطا كبيرة على المسؤولين السعوديين بشأن الحرب في اليمن.
وأوضح المسؤولون أن الضغوط كانت تتركز على ضرورة تكثيف المملكة من جهودها لإيجاد حل سلمي للحرب، التي طال أمدها في اليمن.
وأشارت إلى أن المحادثات كان محورا رئيسيا لمحادثات محمد بن سلمان والمسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس في واشنطن.
وأوضحت أن ذلك ظهر في تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للمراسلين مساء أمس الجمعة 23 مارس/آذار، عندما تحدث عن أن التسوية السياسية في اليمن “ممكنة” وأن “أنصار الله” (الحوثيين) يمكن أن يكونوا جزءا من الحل، لكن عليهم التخلي عن محاولتهم بسط السيطرة الكاملة على اليمن أولا.
معركة الفريق
لكن أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن “ضغوط اليمن” لم تكن هي محور المحادثات الوحيد لولي العهد السعودي.
وأوضحت أن المحادثات تطرقت أيضا إلى ضرورة تبني الولايات المتحدة، مسارا أكثر تصادمية مع إيران.
وقالت “وول ستريت جورنال” إن التغييرات الأخيرة في الفريق الأمني المحيط بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي تضمنت استبدال هربرت ماكمستر مستشاره للأمن القومي، بـ جون بولتون، والإطاحة بوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، واستبداله برئيس الاستخبارات الأمريكية “سي آي أيه” السابق، مايك بومبيو.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أندرو بوين، المتخصص شؤون الخليج في معهد “أمريكان إنترابرايز”، قوله:
“التغير الكبير الذي أجراه ترامب في فريقه للأمن الوطني، خلال زيارة ولي العهد السعودي كان موضع ترحيب كبير من الرياض، خاصة بعد أشهر من الإحباط الذي واجههم من تيلرسون، وطريقة تعاطيه مع المشاكل والأزمات التي تمس السعودية”.
وتابع “كل من بومبيو وبولتون يتسمان بأنهما شعبويان ويتبنيان معظم الآراء المتوافقة مع المملكة”.
ومضى بقوله:”نظرة بولتون إلى قضايا السياسة الخارجية الأمريكية أكثر توافقا مع الرياض، خاصة وأنه مستعد لاتخاذ إجراءات حقيقة عنيفة مناهضة لإيران، ما سيؤمن لشركاء الولايات المتحدة في الخليج موقف الإدارة الأمريكية، بعدما كانوا أكثر تشككا من ماكمستر”.
وأشار مسؤول أمريكي آخر، إلى أنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تعزز من علاقتها مع المملكة، خاصة فيما يتعلق بصفقات الأسلحة والتعاون العسكري، وبالأخص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط.
وأردف المسؤول: “روسيا بدأت تضع موطئ قدم في تعزيز تواجدها فيما يخص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، لذلك نود أن نضمن أن الخليج سيكون شريكا اقتصاديا وأمنيا معنا، نحن لا نريدهم أن يلجأوا إلى روسيا، ولا أعتقد أنهم سيفعلون”.