مرايا – لم يكن يعلم الشاب وائل عويسات أن زيارته لوالده الأسير عزيز عويسات (53 عاماً) في سجن “أيشل” مطلع الشهر الجاري ستكون الأخيرة له، فبعد هذا التاريخ توالت الأحداث سريعا.. حيث اُعتدي على والده ونتيجة لذلك أصيب بجلطة دماغية جعلته طريح الفراش، حتى استشهد مساء الأحد في مستشفى “أساف هروفيه” بالداخل الفلسطيني.
أبناء الشهيد عويسات الخمسة وعائلته بانتظار جثمانه لتشييعه في مسقط رأسه بقرية جبل المكبر بمدينة القدس، ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق في ظروف وملابسات استشهاد الأسير لكشف ما تعرض له من قبل السجانين، ومن المقرر عقد جلسة اليوم للنظر في طلب تشريح جثمان الشهيد بحضور طبيب فلسطيني وتسليم الجثمان في محكمة الصلح في مدينة “ريتشيون لتسيون”.
وقال وائل ابن الشهيد عويسات: “عند زيارتي الاخيرة لوالدي في السجن برفقة جدتي وعمتي كان مبتسما وبصحة جيدة تحدثنا وضحكنا، وبعد انتهاء الزيارة ووصولنا الى المنزل سمعنا بوجود حدث في سجن أيشل لم نعرف ما هو أو مع منْ من الأسرى، لنعرف بالأمر بعد يومين بأنه سيتم تحويل والدي الى العزل الإنفرادي بحجة “سكبه المياه على شرطي سجان”.
حالة من التوتر شهدها سجن “أيشل” عقب الحادث، وجرى بين إدارة السجن وقادة الحركة الأسيرة اتفاق يقضي بنقل الأسير عويسات الى العزل بشرط عدم الاعتداء عليه، وخلال وجوده في الزنازين اعتدى العشرات من السجانين عليه بالضرب المبرح – كما روى الشهيد قبل إصابته بجلطة لأحد الأسرى في سجن الرملة بعد نقله اليه-، وكانت علامات التعب والإعياء والكدمات والرضوض واضحة على جسده، وفي الثامن من الشهر الجاري أصيب الأسير بجلطة دماغية وخلال الأيام الماضية أجريت له عملية قسطرة للقلب ثم أجريت له عملية القلب المفتوح، ثم تدهورت صحته بشكل كبير حيث أصبح يعاني من فشل في غالبية أعضاء جسده، وموصول بأجهزة التنفّس الاصطناعي.
مماطلة الاحتلال في اعلان استشهاد عزيز عويسات
حسين عويسات “شقيق الأسير الشهيد” أوضح أن إدارة السجون والمستشفى ماطلت حتى أعلنت عن استشهاد شقيقي، حيث علمنا أنه استشهد عند الساعة التاسعة صباحا بينما تم ابلاغنا بالأمر الساعة التاسعة مساء، لافتا انه كان برفقة نجله في المستشفى منذ ساعات الصباح حتى الظهيرة في محاولة لمعرفة أي تطورات عن وضعه الصحي خاصة وأن حالته الصحية تتدهور يوما بعد الآخر.
وأَضاف أن سلطات الاحتلال قامت طوال فترة مكوثه في المستشفى بفرض حصار شامل عليه، لافتا أنه وفي بداية اصابته وتحويله الى سجن “تل هشومير” بقي هو وابنه لمدة 4 أيام متواصلة في محاولة لمعرفة أي خبر عن صحته أو رؤيته لو من بعيد لكن دون جدوى، حيث منع أيضا الاطباء وكافة الطواقم الطبية وحتى عاملي النظافة من تزويدهم بأي معلومة عنه.
وأوضح و انه تمكن من زيارة شقيقه في المستشفى يوم الجمعة الماضي بعد موافقة إدارة السجن على طلب المحامي، وكان تحت تأثير الأدوية والمخدر وكانت علامات الضرب واضحة على جسده عند رقبته وعلى وجهه بشكل خاص، ورغم حالته الصحية الصعبة كان مقيدا بالسرير، وفرض عليهم الوقوف ورؤيته من على بعد أمتار عنه لمدة دقيقتين فقط.
وأوضح عويسات ان العائلة طالبت منذ اصابة الأسير بلجنة تحقيق لمعرفة ملابسات ما جرى معه في سجن أيشل.
ولفت عويسات ان شرطة الاحتلال استدعته وعدد من أفراد العائلة للتحقيق يوم أمس الاثنين، وأكدت العائلة خلال التحقيق على ضرورة تسليم جثمان الشهيد دون مماطلة.
الأسير عزيز عويسات من قرية جبل المكبر بمدينة القدس، اعتقل بتاريخ 8/3/2014، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً، بعد إدانته بتهمة “التخطيط لتفجير خط الغاز الخاص بمستوطنة “ارمون هنتسيف” المقامة على أراضي قرية جبل المكبر”، ومؤخرا ورغم إصابته بالجلطة وخلال مكوثه بالمستشفى بحالة صحية حرجة قدمت ضده لائحة اتهام “بتهمة التسبب بإصابة خطيرة بسكب مياة مغلية على سجان في السجن الذي يقبع فيه”.