مرايا – كانت الثقه واضحه على محيا الملك لمن التقاهم في قصره رغم تعبه من سفر شاق الى ألبانيا بخصوص مؤتمر هام وكان مكتبه مزدحما بجدول الاعمال مؤجل لحين عودته ، التقارير الامنيه تشير الى حاله من الغضب العام في المملكه ونسبه كبيره مِن النواب “مكبلين ” ولا صوت لهم ، القيادات السياسية متوجسه الرهبة والخوف من اي تصريح يثير الشارع تاركين الملقي يترنح لوحده في معركته الاخيره الشبيهه ب corrida de toros وهي رياضة أسبانية قديمة فيها مواجهه علنيه بين الثور والمصارع تنتهي عاده بذبح الثور …
القصه لم تنتهي عندما طلب الملك بوضوح من القاده الامنيين ان لا تنزل قطره دم واحده في الشارع مهما كانت سقوف الشعارات ، وقد وضع على مكتب جلالته من رئيس مجلس الأعيان تصورا او مخرجا قانونيا/دستوريا لمشروع القانون الضريبي الذي سبب ازمه لا تزال تدور رحاها حتى اللحظه ، الملك رفض الخروج بخطاب معتبرا انه لا يدافع عن قرارت الحكومه او أخطاءها وهي بذات الوقت فكره قد تنعكس سلبا في ظل عيون محدقه بالشر من الخارج على المملكه الاردنيه الهاشميه . وقد أبقى الملك في نفسه سرا الى ان امر ولي عهده ان ينزل للرابع فجرا الاقاله ويبارك للجنود ويطلب منهم حمايه المتظاهرين وكانت هذه بمثابه الخطاب الملكي الذكي الذي غير المعادله من جديد …وتعامل مع الشارع من خلال ولي عهده الذي أرسل رساله كبيره واضحه لمن يحاول الغمز بالعرش الهاشمي والولاء له …
وفِي تكمله القصه وهي لم تنتهي فصولها … فقد اطلع الملك على تقرير اللقاء بين الحكومه ورئيس الوزراء الملقي و الذي اصر ان يجازف بمنصبه في سبيل قناعته ان القانون لا بد ان يسير في الاطر الدستورية القانونيه عدا على انه اخر الإصلاحات الماليه في حكومته وكانت بالفعل الضربه القاضيه له ، وقد وضع الملقي الصوره بوضوح بين يدي الملك وكيف تصرف النقباء واستطاعوا مهادنته لحين الانتهاء من المؤتمر الصحفي والخروج من المأزق الإعلامي حتى تتضح الصوره وكانت المواجهه فعليا في الشارع بعد ساعات من لقاء الرئيس بالنقباء .
البحث عن البديل لم يكن مرهقا بقدر ما كان معقدا فالشخصيات الوزاريه المعنيه نسبيا بالقانون عدا -يعرب القضاه- الذي سُرِب انه طلب من الرئيس الملقي ان يؤجل رفع المحروقات لغليان الشارع فان جعفر حسان وعمر ملحس لم يكونا باحسن حال من الملقي سوى وصفهم بالنديه ضد الشعب الاردني وهذا ما هيئ الظروف باقتدار لعمر رزاز ان يكون الشخصيه القادمة من جبل اللويبده والطَبقه الوسطى ليقود المرحله القادمة بوصفه هادئا ومقتعا وغير صدامي وبسيطا والاهم انه يفهم لعبه الدين الخارجي والداخلي بوصفه اقتصاديا من الطراز الاول وقد عمل سابقا في صندوق النقد الدولي و قبل ان يكون تربويا ناجحا حقق شهره في أوساط الطلبه لتماسه المباشر معهم ومع أولياء امورهم .
تصريح عابر للمقرب من القصر فيصل الفايز ان الإضراب حق دستوري وسبقه سمير الرفاعي بتوصيفه للقانون انه غير منصف قلب الطاوله على الحكومه التي حاولت ان تشيطن الإضراب لكنها فشلت امام دهاء مازن ارشيدات نقيب المحامين الذي عرف مع زملاءه النقباء كيف يتعاملوا مع الموضوع “بِكر وفر ” وخبث سياسي خاصه انه الأكثر تجربه في العمل النقابي من غيره من النقباء وكان لتصريحاتهم الأثر في حصر الموضوع يا حكومه اسحببي القانون نوقف الإضراب ، دون الخروج عن هذا المحتوى او اللعب بأوراق سياسية محروقه ..
الامر لم ينتهي عند هذا الحد فالتطورات لا تزال متسارعة بنبض الشارع فهل ينجح الرزاز بإطفاء الحرائق التي أشعلها سلفه ! جفرا