مرايا – أحاط رئيس الوزراء المكلّف، عمر الرزاز، مشاوراته لتشكيل الحكومة بسرية تامة، إذ لم يجر تسريب أي معطيات إلى الإعلام، حتى الآن، بشأن الفريق الحكومي المرتقب، في ظل أنباء ترجح أداء الحكومة لليمين الدستورية الإثنين المقبل.
وتماهى الرزاز، منذ أن تم تكليفه بتشكيل الحكومة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني، مع توجهات الشارع، باستثناء ما يتناوله الأردنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي كـ”شائعات” .
ويدرك الرئيس الآتي من حكومة سلفه هاني الملقي تماماً تفاصيل المشهد في الحكومة السابقة، لذا يستبعد أن يقدم على اقتراح وزراء “تأزيم”، كما هو حال وزير المالية عمر ملحس، الذي كان أحد أسباب “تهييج الشارع” بتصريحه عن احتمال عجز الحكومة عن دفع رواتب شهر يونيو/ حزيران الحالي.
ويبدو أن الرزاز سيستحضر خلال مشاورات تشكيل الحكومة ما جاء في كلمة الملك أمام صحافيين إبان أزمة حكومة الملقي، والتي انتقد فيها وزراء الحكومة السابقة بقوله: “ما عدا كم واحد، كلهم نايمين”، وكذلك دعوته إلى اختيار الشباب في التشكيل الحكومي المرتقب إلى جانب كبار السن بتشديده: “بدنا ناس بالثلاثينات، وناس بالأربعينات، وناس كبار”.
وأشارت مصادر نيابية إلى أن الرئيس الرزاز يبحث عن وزراء يحظون بقبول شعبي ووزراء تكنوقراط.
ومن المرجّح أن يؤدي الرئيس المكلّف والوزراء اليمين الدستورية أمام الملك الإثنين المقبل.
ويتحدث الأردنيون عن قدرة الرئيس المكلّف على تخطي المحاصصة التي ترافق تشكيل حكومات الأردن، والتي تتشعّب بين ما هو مناطقي، كشمال وجنوب ووسط، وإقليمي كأردني من أصول فلسطينية وأردني أصلي، وكذا عشائري وقبلي، ومنها ما يتعلق بتمثيل الأقليات.
وشدد مصدر على أن “مهمة الرزاز لن تكون سهلة، في ظل وضع مالي حرج”، مضيفا أنه “كان من المفترض أن تقدّم السعودية 250 مليون دولار، لكنها لم تفعل”، مشيرا إلى أن “الأردن يحاول الخروج من العباءة السعودية عندما ذهب إلى تركيا”.
وقبل نحو عشرة أيام، دعا السفير السعودي، خالد بن فيصل بن تركي، من منزله في العاصمة عمّان، مجموعة من الصحافيين، وتحدث معهم عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة، لكن بعد اللقاء كتب صحافيون حضروا اللقاء أن السفير، وفي معرض حديثه عن أزمة الأردن الاقتصادية، قال: “اصبروا أسابيع فقط”.
إلى ذلك، فإن مهمة وزير الإعلام أو الناطق الرسمي باسم الحكومة ستكون في هذه الحكومة سهلة نسبياً، إذ إن الرئيس الرزاز اعتاد على استخدام حسابه على “تويتر” والتغريد لإيصال الرسائل للشعب، كما هو الحال في تغريدته التي أعقبت تكليفه من الملك بساعتين.
ليس فقط التغريد، بل إن الرئيس يتفاعل مع متابعيه في تغريداته التي رد بها على أحدهم عندما سأله إثر تكليفه بالحكومة: “هل نشيل الهجرة من روسنا؟”، فأجابه: “يا قتيبة نعم شيل الهجرة من رأسك… بس كون مبادر، وبمشاركة الجميع سنحقق ما نريد لنا وللأجيال القادمة إن شاء الله”.