مرايا – تصادف اليوم السبت الذكرى السادسة والأربعون لوفاة جلالة المغفور له الملك طلال بن عبدالله طيب الله ثراه حيث رحل جلالته في السابع من تموز (يوليو) 1972 بعد أن سجل إنجازات نوعية من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن.
ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول (سبتمبر) العام 1951 بعد استشهاد جلالة المغفور له الملك عبدالله بن الحسين على عتبات المسجد الأقصى وهو يتطلع إلى ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها الحسين بن علي طيب الله ثراه من أجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم والحياة الفضلى لهم في مسيرة الدولة الأردنية.
واهتم جلالته الذي كان تلقى علومه العسكرية بكلية ساند هيرست بإجراء الاصلاحات الدستورية التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية والمسؤولة أمام القانون ومن أبرزها الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني (يناير) عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه ويعتبر من أحدث الدساتير في العالم واكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا.
وجلالة المغفور له الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الأمة والوطن العربي الكبير الذي كان خرج لتوه من نكبة فلسطين العام 1948.
وفي عهد جلالته اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد.
والتحق جلالة المغفور له الملك طلال الذي كان يعشق الجندية بالجيش العربي الأردني ووصل إلى رتبة مقدم العام 1934 وفي العام 1942 التحق بكتيبة المشاة الثانية كتيبة الحسين الثانية التي عرفت بتاريخها البطولي والمعارك التي خاضتها في القدس وفلسطين فيما بعد.
وشارك جلالة المغفور له في الحرب العربية الإسرائيلية وخاض مع الجيش العربي الأردني معارك بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان لوجود جلالته بين الجنود وحضهم على القتال والصمود في وجه العدو الأثر الكبير في إلهاب مشاعر الحماس وإذكاء روح التضحية والفداء لديهم ما مكنهم من تحقيق العديد من الانتصارات وإنقاذ القدس والضفة الغربية.
ومن المعارك التي اشترك بها جلالته معركة “غيشر” عند جسر المجامع حيث كان جلالته اول من حضر الى ميدان المعركة وجاهد فيها جهاد الابطال من اجل فلسطين التي عمل بكل جوارحه وقلبه وسلاحه لخدمة قضيتها ما زاد من محبة الجيش العربي الأردني وإعجابه بجلالته وببسالته وبشجاعته.
وانتقل جلالته الى القدس ومنها الى رام الله حيث اتخذ موقعا اماميا بين جنود المدفعية وبقي هناك حتى الهدنة الاولى وشارك جلالته وقبيل الهدنة الثانية في معارك مرتفعات النبي صموئيل والرادار وبيت سوريك وبيت اكسا حيث كان يتنقل بين موقع وآخر تحت القصف الشديد.
وكان لاشتراك جلالته بالقتال الأثر الكبير على وحدات الجيش العربي الأردني التي حاربت في القدس واستبسلت في القتال وصد الهجمات المعادية فأنقذت الضفة الغربية بما فيها القدس وليس ادل على ذلك من الهجوم الذي قامت به كتيبة المشاة الثانية للسيطرة على المزيد من الأهداف والمواقع داخل مدينة القدس من منطقة الشيخ جراح الى منطقة باب العامود والوصول الى تلة الرادار والتقدم والقتال الذي جرى قرب المستعمرات الاسرائيلية.
والأسرة الأردنية الواحدة إذ تحيي ذكرى وفاة المغفور له الملك طلال بن عبدالله.. بقلوب مفعمة بالإيمان، لتستذكر مسيرة الانجاز الهاشمي التي تعلو مع كل راية هاشمية وتفخر بوطن التميز والتقدم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.