مرايا – شن جيش الاحتلال هجوما شرسا على المصلين بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، ما أدى إلى إصابة ما يزيد على 40 شخصا من المصلين. فيما شهد القطاع أمس مواجهات أسفرت عن ارتقاء شهيدين في خان يونس وإصابة العشرات. وكان عناصر المستوطنين، قد اغتالوا الليلة قبل الماضية فتى من قرية كوبر في الضفة، بزعم انه نفذ عملية في مستوطنة اسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة اثنين آخرين.
فقد شن جيش الاحتلال هجوما كان مبيتا، على آلاف المصلين في المسجد الأقصى المبارك، بزعم أن شبانا أطلقوا مفرقعات صوتية ودخانية باتجاه قطيع من جيش الاحتلال، كان متمركزا عند باب المغاربة، وأطلق جنود الاحتلال وابلا من القنابل الغازية والصوتية، واعتدى بشكل شرس على المصلين، ما أسفر عن إصابة أكثر من 40 شخصا، غالبيتهم بحالات الاختناق الشديد. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية أن عددا من الحراس الذين حاولوا التصدي لجنود الاحتلال تم الاعتداء عليهم، كما سجل اعتقال عدد من المصلين.
واقدم جيش الاحتلال على إغلاق مسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي بالسلاسل الحديدية والقضبان الحديدية، ثم أغلق المسجد الأقصى بالكامل لعدة ساعات، واضطر لفتحه عند ساعات المساء، خاصة وأن الغليان الشعبي في المدينة بدأ يتصاعد، بتوافد الشبان والموطنين للاعتصام في محيط الأقصى، إلى أن تم فتح أبوابه.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين لوكالة الأنباء “وفا”، “إن اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى يندرج في ظل سياسة الاحتلال، لمحاولة فرض أمر واقع في المسجد الأقصى بالقمع، والاعتداءات وتدنيس المسجد المبارك، ويتزامن ذلك مع الذكرى الأولى لافشال محاولة الاحتلال وضع بوابات إلكترونية حول المسجد الأقصى.
وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة، الذي تواجد في باحات “الأقصى”، إن هناك محاولة لفرض أمر واقع على الأقصى، لافتا إلى أن إغلاقها لن يمر، وكما انتصر المقدسيون سابقا سينتصرون الآن.
وعلى صعيد الفعاليات الأسبوعية في الضفة المحتلة، فقد هاجم جيش الاحتلال المسيرة الأسبوعية لقرية كفر قدوم قضاء قلقيلية، وأصيب في المواجهات فتيين. في حين أدى المئات صلاة الجمعة، في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، المهددة بالهدم والتهجير من قبل سلطات الاحتلال.
شهيد في الضفة
واستشهد الليلة قبل الماضية الفتى محمد طارق دار يوسف (17 عاما)، عقب إطلاق النار عليه جنوب رام الله. بزعم أنه طعن مستوطنا وارداه قتيلا، وإصابة مستوطنين اثنين آخرين، في مستوطنة “آدم”، وفي اعقاب ما وصفت بالعملية، اقتحم جيش الاحتلال قرية الشهيد “كوبر”، فيما عزز جيش الاحتلال قواته في الضفة، تحسبا لوقوع عمليات مثيلة. في حين أعلن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، أنه سيصادق على بناء 400 بيت استيطاني في ذات المستوطنة، بزعم انها رد على مقتل المستوطن.
وبعد اغتيال الشهيد دار يوسف، اقتحم جيش الاحتلال قرية كوبر مسقط رأس الشهيد، واعتقل ثلاثة شبان من القرية. وعملت عناصر سلاح الهندسة في جيش الاحتلال على أخذ قياسات منزل الشهيد تمهيدا لتدميره. ثم فرضت حصارا على القرية، لمضايقة المواطنين لدى دخولهم وخروجهم، فيما كان عناصر الاحتلال يجرون تفتيشات استفزازية للمارة، ما أدى إلى وقوع مواجهات بين الأهالي وجيش الاحتلال، أصيب خلالها عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء اطلاق الجنود الغاز المسيل للدموع قبل أن تنسحب قوات الاحتلال من القرية. فيما اندلعت مواجهات أخرى في قريتي برهام وأبو شخيدم وبلدة بيرزيت شمال المدينة.
وقد أعلن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أمس، عن مصادقته على بناء 400 بيت استيطانية في مستوطنة آدم، وهي واحدة من المستوطنات، التي من المفترض أن تكون حلقة في الحزام الاستيطاني الشرقي، الذي من شأنه ان يبتر الضفة إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وقال ليبرمان في تغريدة له عبر موقع تويتر: قررت هذا الصباح الترويج لخطة لبناء 400 وحدة استيطانية، بمستوطنة آدم والموافقة عليها في مؤسسات التخطيط في الأسابيع المقبلة. وعلى الرغم من أن حكومة الاحتلال تكثف في الأسابيع الأخيرة مشاريع الاستيطان، وقسم منها للتنفيذ الفوري، إلا أن ليبرمان زعم أن مصادقته جاءت ردا على عملية قتل المستوطن.
وانفلتت عصابات المستوطنين أمس في اعتداءات على الفلسطينيين وبلداتهم، وكانت الجريمة الأبرز أمس، قيام مستوطنين إرهابيين، بحرق منزل وحقول مزروعة بالقمح في اراضي جالود جنوب نابلس. واطلقوا الرصاص صوب الاهالي خلال محاولتهم اطفاء الحريق.
شهيد في قطاع غزة
وفي قطاع غزة، جرت أمس المسيرة الأسبوعية على طول شريط الاحتلال في شرق قطاع غزة، استمرارا للمسيرات التي انطلقت دون توقف منذ أربعة أشهر، وقد اسفر عدوان جيش الاحتلال على المسيرة الشعبية أمس، عن استشهاد غازي محمد ابو مصطفى (43 عاما) جراء إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه قناصة الاحتلال خلال مشاركته في مسيرة شعبية شرق بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. فيما أصيب عشرات المتظاهرين باصابات متفاوتة في عدة مناطق في القطاع.
وانطلقت حشود المواطنين باتجاه مناطق التماس مع الاحتلال شرق القطاع، بعيد صلاة عصر أمس، للمشاركة في المسيرات الشعبية السلمية الحدودية، التي تتواصل في غزة للأسبوع الثامن عشر على التوالي، تحت شعار “جمعة أطفالنا الشهداء”.
وحسب التقارير الفلسطينية الميدانية، فقد وقعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مقربة من شريط الاحتلال، في منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا شمال القطاع، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جيش الاحتلال بكثافة على حشود المواطنين المشاركين في مسيرات سلمية، شرق مخيم البريج وسط القطاع وشرق مدينتي خان يونس ورفح، جنوب القطاع.
وفي سياق متصل، فقط تحدثت تحليلات عسكريين إسرائيليين، عن الاتصالات الجارية مع حركة حماس في مصر، بهدف وقف التصعيد، وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، “يبدو أن محاولات التمسك بوقف اطلاق النار، تعبر عما يحدث في المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين (إسرائيل وحماس)، التي تجري بوساطة مصر والأمم المتحدة. فالهدوء النسبي على طول الجدار فرض من قبل حماس. وحماس مثلها مثل اسرائيل تبحث في القطاع عن تسوية لمدى طويل تريحهما من الحرب. وظهرت هذا الأسبوع دلائل اولية عن اختراق في المفاوضات، التي من غير الواضح إذا كانت ستتحقق”.
وحسب هارئيل، أنه “من الواضح للجميع أن القطاع بحاجة الى تسهيلات اقتصادية كبيرة. تزيد القوة الشرائية للمواطنين، وتوفر القليل من اماكن العمل الجديدة وتوفر بداية لاعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة. العائق المعروف (من ناحية إسرائيل) يتعلق باعادة جثث الجنديين الاسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين الموجودان في القطاع. وتطلب حماس منذ فترة طويلة كشرط اساسي اطلاق سراح عشرات نشطائها الذين اعتقلتهم اسرائيل في الضفة الغربية في حزيران 2014 وهم من محرري صفقة شليط، إذ اعيد اعتقالهم كعقاب على اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عتسيون. اطلاق سراحهم الآن سيسبق صفقة الأسرى والمفقودين وربما ايضا تخفيف الحصار”.
وحسب المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت” أليكس فيشمان، فإن الاتصالات الجارية مع حركة حماس في مصر، تتضمن “أحاديث محتملة عن انهاء قضية الأسرى والمفقودين (الإسرائيليين). وفي إسرائيل يأملون الا تسمح حماس بضياع الجهود الدبلوماسية، التي تريدها هي ايضا، هباء”.