مرايا – يقول الكاتب تيم ستانلي -في مقال بصحيفة صنداي تلغراف البريطانية- إن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يكسب الولاءات من خلال توزيع الأموال والهدايا كأجهزة التلفزيون والسيارات وغيرها، ولكنه اقترف سلسلة أخطاء أدت إلى قطع التدفق النقدي لديه وتبديد ثروته شيئا فشيئا.
ففي 1980 شن صدام حربا على إيران واستولى على بعض أراضيها في أعقاب الثورة الإيرانية التي قادها آية الله الخميني، بيد أن الشيعة العراقيين كانوا يشكلون ما نسبته 85% من الرتب العسكرية في الجيش العراقي، الأمر الذي جعل صدام يغدق بالأموال للاحتفال بتاريخ الشيعة لكسب ولائهم.
كما أنفق الكثير من المال لإعادة تزيين مزارات الشيعة وكان يقدم الأموال لكل عائلة تفقد ابنها في القتال، وكان يقدم السيارات هدايا لذوي الضحايا، غير أن تغير الأوضاع الاقتصادية للبلاد أدى إلى تغير الحال.
واضطر صدام عام 1988 إلى القبول بوقف إطلاق النار مع إيران، غير أنه سرعان ما غزا الكويت الغنية بالنفط، في محاولة لاسترداد بعض خسائر بلاده.
انتقام شرس
ويضيف الكاتب أن صدام أخطأ عندما اعتقد أن الغرب سيستمر في دعمه وتأييده، بيد أن الغرب واجه احتلال الكويت بحملة انتقامية شرسة ضد نظام صدام وبلده.
ويقول مراقبون إن الحرب الجوية على العراق -التي نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة- دمرت تقريبا كل البنى التحتية في البلاد، إضافة لخسائر تكبدها صدام في حربه على إيران بلغت 126 مليار دولار.
وكانت العقوبات التي أعقبت الحرب على العراق شديدة لدرجة أن إحدى الدراسات خلصت إلى أنها تسببت بوفاة حوالي نصف مليون طفل عراقي.
وكان للانهيار الاقتصادي للعراق تبعات سياسية، من بينها تضييق صدام لقاعدة إنفاقه في ظل محدودية الأموال، الأمر الذي أدى إلى تجدد مظاهر الصراع الطائفي والعرقي في البلاد بأوساط الشيعة والسنة والأكراد.