مرايا – في الوقت الذي عقدت لجنة فنية أردنية سورية اجتماعا الأربعاء الماضي، للتباحث حول إعادة فتح الحدود الأردنية السورية، أكد خبراء عسكريون أن الأردن ينظر بإيجابية لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي، في ظل سعي البلدين لوضع تصور كامل للإجراءات المرتبطة بإعادة فتح المعابر خلال الفترة المقبلة.
وبين هؤلاء ان الأردن يعول على فتح الحدود مع سورية، خاصة معبر نصيب الذي يصفه ممثلو العديد من القطاعات الأردنية بـ ‘الرئة الشمالية للأردن’، حيث يعد خط الترانزيت الوحيد الذي يربط الأردن بعدة دول عبر الأراضي السورية.
وكان تم إغلاق المعبر في نيسان (ابريل) 2015 بعد تدهور الوضع الأمني في المنطقة الحدودية التي يقع ضمنها المعبر، قبل أن يعاد افتتاحه بشكل جزئي الأربعاء الماضي.
ويقول اللواء المتقاعد وليد فارس كريشان، ان المملكة حريصة على فتح الحدود مع سورية بعد التوافق على ترتيبات معينة حول الآليات التي يجب اعتمادها من الجانبين بعد فتح الحدود، مشيرا إلى أن هناك مساعي جادة في الأردن للوصول إلى هذه الترتيبات، إلتي لم تحدد طبيعتها بعد كونها تخضع لاعتبارات أمنية يمكن التوصل إليها قريبا من خلال اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بين البلدين.
ويقع معبر نصيب – جابر يقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، إذ وصل عدد الشاحنات، التي تمر من المعبر قبل نشوب الأزمة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا.
وأعاد الجيش السوري في مطلع تموز (يوليو) الماضي سيطرته بشكل كامل على معبر نصيب، الذي افتتح في العام 1997.
ويوكد العميد الركن المتقاعد حافظ الخصاونة، أهمية عودة العلاقات بين الأردن وسورية إلى سابق عهدها، معتبرا أن المصلحة العليا للبلدين هي في دعم استقرار المنطقة، مشددا على أن الأردن يقف إلى جانب سورية قوية متعافية من الأرهاب والتطرف.
وبين أن الوضع الطبيعي يقول إن العلاقات بين الأردن وسورية يجب أن تكون دوما علاقات جيدة وعلى مستوى عال من التنسيق وتبادل الآراء والاستراتيجات، معتبرا أن الفترة الماضية شهدت تغيرا في العلاقة الأردنية السورية نتيجة الأوضاع، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري على المناطق الحدودية مع الأردن، وهو أمر يستدعي المضي قدما بالعمل على فتح المعابر الحدودية بين البلدين؛ لما فيه مصلحة لكلا البلدين.
وبين الخصاونة أن المصلحة الأردنية السورية من الناحية السياسية تحتم على الدولتين إعادة التقارب والتشبيك على مختلف الصعد، ومحاولة العمل على استقرار المنطقة وخاصة سورية.
ويقول العميد الركن المتقاعد محمد العلاونة، إن فتح الحدود بين الجانبين يحتاج الى مزيد من الوقت لتهيئة الظروف المناسبة أمنيا أمام حركة المسافرين والنقل الذين سيسلكون الطريق نحو دمشق وغيرها من المحافظات السورية.
ويرى العلاونة انه في ظل تسارع الحديث عن فتح المعبر الحدودي بين البلدين خاصة بعد الإعلان عن اجتماع اللجنة الفنية الاردنية السورية الاربعاء الماضي؛ ينبغي الأخذ بعين الاعتبار سلامة وأمن الناقلين كأحد اهم أولويات الحكومة في هذا الاطار.
وبين العلاونة أن الأردن ينظر إلى الجانب الأمني بالدرجة الأولى فيما يتعلق بفتح الحدود والمعابر بين البلدين، وهو أمر يحسب للدولة الأردنية في ظل ما شهدته المناطق السورية المحاذية للحدود الأردنية من أحداث، وسيطرة فصائل مسلحة هناك ذات ولاءات مختلفة، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان معرفة الوضع الأمني في تلك المناطق ومدى تأثيره مستقبلا على سلامة حركة النقل والمسافرين.
ويؤكد العلاونة أن الأردن يعول على فتح الحدود مع سورية، خاصة معبر نصيب الذي يصفه ممثلو العديد من القطاعات الأردنية بـ ‘الرئة الشمالية للأردن’، حيث يعد خط الترانزيت الوحيد الذي يربط الأردن بعدة دول عبر الأراضي السورية.
يشار إلى أن مركزين حدوديين يربطان الأردن وسورية هما: مركز جابر من الجانب الأردني ومركز نصيب الحدودي من الجانب السوري، ومركز الرمثا الأردني والذي يطلق عليه مركز درعا الحدودي من الجانب السوري.الغد