مرايا – خطت والدة الطفلة تالا ابراهيم الصالح بكلمات موجعة رسالة رثاء لابنتها الفقيدة في الذكرى الأسبوعية الأولى لفاجعة البحر الميت.
وكانت الحادثة الأليمة وقعت في منطقة زرقاء ماعين بالقرب من البحر الميت يوم الخميس 25/10/2018 وراح ضحيتها 21 شخصا أغلبهم من الأطفال.
وتاليا نص الرسالة:
“أذرف الدموع بصمت وحنين لابنتي الغالية تالا، التي فارقتني فجأة دون وداع، أذرفها عندما أختلي بنفسي أو حتى أمام الآخرين دون خجل أو تردد وتنطلق عباراتي دون استئذان لتعبر عن شوقي وحنيني وألمي ولوعتي..
حين اتذكر اليوم المشؤوم ورحلة الموت أشعر بثقل كبير في قلبي وكأن جسدي لم يعد قادرا على حمل هذا القلب المكسور. تهطل دموعي كالشلال متدفقة وتلون صبغة الحزن وجهي ونظراتي ومظهري. هذه الحالة لا ارادية فشعوري كأم ثكلى بوفاة ابنتي تعجز عن وصفه الكلمات حيث يعصف قلبي المفجوع بإعصار لا أستطيع ان أفعل أي شيء لأخفف من حدته. لا مفر من هذا الوجع بعد هذه الفاجعة التي قلبت حياتي رأسا على عقب.. فقد رحلت عني ابنتي الحبيبة الغالية الوردة تالا.. ابنة الثانية عشرة من العمر آخذة معها جزءا مني.
ابنتي.. لو تعلمي بما في قلبي من حرقة على غيابك.. وفاتك أطفأت شعلة السعادة التي كانت تضيء في داخلي.. هناك /صدع/ في الفؤاد لاينجبر أبدا”.. كلما مر طيفك أو لاحت ذكراك.. فأنت فارقتنا بجسدك لكن ذكراك والله ستظل باقية أبد الدهر.. مشعل ضياء ونبراس نور مهما طال الغياب يا ابنتي. ولفتك الأرض فلن أنساك.. ما أشد ظلمة الحياة عندما فقدتك لكنه قدر الله.. ابنتي .. هذه نفثة من صدري كتبتها بمداد المحبة.. أما حبك فلا تكفيه هذه الكلمات.. بقيت أنا في هذه الدنيا ورحلت أنت إلى الآخرة لكن هناك كلمة أود أيصالها لك: ((أحــــبك يا ابنتي)) فهل ستسمعيها ؟ لقاؤنا في جنة الخلد إن شاءالله..)) هل تصلك رسالتي؟.. انها من نزف مشاعري وأحاسيسي.. ما عاد بوسعي الآن أن أسقيك أو أطعمك أو أدفئك..فما وجدت أمامي سوى أن أكتب لك بعضا من نبض قلبي.. وما عساي الا ان اقول… ((انا لله وإنا إليه راجعون)) الله يرحمك يا قطعة مني ويجعل مثواكي جنان الخلد والنعيم يا ابنتي الغالية تالا الجميله”.
والدتك الجريحة.