مرايا – أكد السفير الأردني في موسكو أمجد عودة العضايلة اهتمام الشركات الروسية في الاستثمار في مشاريع تطوير صناعة الطاقة الكهربائية في الأردن، لافتاً الى انه تم البحث مع الجانب الروسي إمكانية جذب الاستثمارات الروسية للمشروع الوطني الأردني للسكك الحديدية، وكذلك اعداد الدراسات لمشروع القطار بين عمان والزرقاء.
تصريحات العضايلة جاءت خلال مقابلة صحفية مع «الدستور» تناولت عدداً من المحاور السياسية والاقتصادية.
الدستور : ما هي أبرز سبل تطور التعاون الروسي الاردني اقتصاديا، هل برايك التبادل التجاري بين البلدين مُرضْ؟
-العضايلة : برأيي أن التعاون الاقتصادي الأردني الروسي بدأ يأخذ منحى إيجابيا هذا العام، حيث وصل حجم التبادل التجاري خلال الثمانية أشهر الأولى من هذا العام أكثر من 200 مليون دولار.
نحن لدينا طموحات أن نرفع سوية حجم التبادل التجاري أكبر بكثير مما هو عليه الآن، والأمور تظهر أن الوضع يسير بشكل إيجابي، بالرغم من ارتفاع كلفة النقل بسبب استمرار اغلاق الخط البري عبر سوريا. في 12 من الشهر الجاري التأمت في موسكو اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة الأردنية الروسية برئاسة وزيرة التخطيط والتعاون الدولي د. ماري قعوار من الجانب الأردني، وبرئاسة وزير الزراعة «دميتري باتروشيف» عن الجانب الروسي، وكانت هذه الاجتماعات على درجة كبيرة من الأهمية؛ لأنها شكلت فرصة لممثلي الوزارات المعنية للتباحث في كافة القضايا التي تهم البلدين، حيث تم الخوض في كافة التفاصيل لرفع سوية حجم التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وبحث الجانبان في آليات تفعيل التعاون في شتى المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية والزراعية، وكذلك التعاون في مجال الطاقة والطاقة النووية السلمية. وأبدى الجانب الروسي اهتمام الشركات الروسية في الاستثمار في مشاريع تطوير صناعة الطاقة الكهربائية في الأردن.
وفي مجال النقل بحث الجانبان إمكانية جذب الاستثمارات الروسية للمشروع الوطني الأردني للسكك الحديدية، وكذلك اعداد الدراسات لمشروع القطار بين عمان والزرقاء.
وفيما يتعلق بموضوع زيادة الأفواج السياحية الروسية للمملكة كان أيضاً من بين اولويات المواضيع التي تم التباحث بها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة، لا سيما في مجال السياحة الدينية والاستشفائية.
كما تم الاتفاق على متابعة كافة ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة خلال الاجتماع القادم والمقرر عقده خلال العام المقبل 2019.
ما هي مستجدات تنظيم منتدى مجلس رجال الأعمال الأردني-الروسي في روسيا؟ .
-العضايلة : لقد سعت السفارة مع الجهات الأردنية والروسية المختصة إلى عقد ملتقى لرجال الأعمال الأردنيين والروس في موسكو بالتزامن مع اجتماعات اللجنة المشتركة؛ لكن لأسباب تنظيمية ولوجستية وانشغال رجال الاعمال الأردنيين في ذات التاريخ باجتماعات خارج الأردن، فقد تم تأجيل الملتقى واتفقنا مع رجال الاعمال الروس أن يتم عقده في النصف الأول من العام المقبل 2019، بحيث يتم التحضير له بشكل جيد، وبرأيي أن لقاءات رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص لها أهمية خاصة؛ لأنهم هم الأقدر على تحديد القطاعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على البلدين، وكذلك وضع الاولويات وتلمس أين تكمن العراقيل إن وجدت وبالتالي وضعها أمام السلطات التنفيذية للبلدين لإزالتها، وأود أن اشير هنا إلى أنه من خلال لقائي بالعديد من رجال الاعمال الروس، فإن لديهم رغبة كبيرة بمعرفة احتياجات الأسواق العربية والسوق الأردني بشكل خاص من استثمارات، وكذلك رغبتهم باستقطاب استثمارات والمنتجات العربية إلى روسيا.
روسيا بلد تحظى بإمكانيات هائلة وبمساحة 17 مليون كم2، لديها ما يقرب من 40 في المئة من الخامات المعدنية، واهمها خامات الطاقة من النفط والغاز.
وأعتقد أن رجال الاعمال والشركات الروسية مهتمون ببناء شراكات اقتصادية مع مختلف دول العالم ولديهم في هذه المرحلة اهتمام بإقامة شراكات مع الشركات ورجال الاعمال في الشرق الأوسط.
* كيف يستطيع الاردن جذب عدد اكبر من السياح الروس؟
– العضايلة : اتخذت الحكومة ممثلة بوازرة السياحة وهيئة تنشيط السياحة عددا من الخطوات لتنشيط الحركة السياحية الروسية للمملكة، وتعمل السفارة على تنظيم لقاءات مع وكلاء السياحة والسفر والجهات الروسية المعنية بالشأن السياحي والتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة للمشاركة في المعارض والنشاطات السياحية المختلفة التي تعقد هنا في روسيا ومدنها الرئيسية وأبرزها موسكو وسانت بطرسبورغ. وأشير هنا إلى أن اعداد السياح الروس إلى الأردن خلال السنوات الماضية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، وقد وصل العدد العام الماضي إلى 67 ألف سائح والرقم مرشح للارتفاع في العالم الحالي. حجم هذه الأرقام متواضعة مقارنة مع الدول الأخرى التي تستقطب الملايين من السياح.
لكن نحن متفائلون بأن الاعداد ستتزايد في قادم الأيام خاصة مع زيادة رحلات الطيران منخفض التكاليف، وقد بدأت شركة «نورد ويند» الروسية تسيير رحلتين أسبوعياً إلى عمان إضافة إلى ثلاث رحلات للملكية الأردنية، ورحلات لشركات أخرى إلى العقبة. نحن نركز الآن على السياحة الدينية، وخاصة أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وضعت الأردن على خارطة الحج المسيحي لأتباع الكنيسة الأرثوذكسية، ولدى الروس اهتمام كبير بزيارة الأماكن الدينية المسيحية في المملكة وأبرزها موقع عماد السيد المسيح في المغطس.
بوريس بولوتين السفير الروسي في عمان أعرب عن عدم رضاه عن مستوى العلاقات الثقافية بين البلدين، فما هو تصور الاردن لتطوير هذه العلاقة؟
– العضايلة : لا شك أن وتيرة التعاون الثقافي بين البلدين لم ترتق إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بينهما، وقد يكون أهم أسباب تباطؤ حركة النشاط الثقافي هو عدم توفر المخصصات المالية اللازمة لدى الجهات المعنية لتغطية مثل هذه النشاطات.
هناك العشرات من الفعاليات الثقافية التي تشهدها روسيا سنويا والتي تعتبر من أهم البلدان في العالم بمستوى النشاط الثقافي المميز. ويتم بالعادة دعوة مؤسسات ثقافية أردنية، لكن يبدو أن العائق المادي هو السبب في قلة النشاطات الثقافية الأردنية في روسيا.
نأمل أن نتغلب على هذه العقبات في المستقبل من خلال مساهمة الجهات الروسية ورجال الاعمال في تغطية التكاليف اللوجستية للنشاطات الثقافية.
الدستور : أين وصل التنسيق مع الجانب الروسي لتسهيل عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، بعد فتح معبر نصيب واستقرار مناطق الجنوب السوري؟
– العضايلة : التنسيق الأردني – الروسي بشأن الأزمة التي مرت على سوريا الشقيقة، متواصل وسيستمر الأردن بالتعاون مع روسيا حتى التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، الحل الذي يقبله السوريون ويحفظ وحدة وتماسك سوريا ويضمن أمنها واستقرارها.
أما بشأن التنسيق حول عودة اللاجئين، نحن في الأردن كما أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي نشجع العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى وطنهم.