مرايا – ربما بحكم تقاسيم وجهه الموغلة في البداوة , خاصمت الابتسامة تقاطيع وجهه واكسبته جهامة وغضبا , فالرجل ابن بيئة ترى في الضحك قلة رزانة وخفة لا تليق بالرجال , بل انه من بيئة تستعيذ بالله اذا ضحكت بقهقهة , فكانت ابتسامته صامتة وكشرته ناطقة , وزادت الداخلية من رصانته وجهامته حد العبوس , اللازم لطبيعة المهنة وطبيعة ام الوزارات التي كانت في الصعب لازمة وفي السهل اكثر لزوما .
سلامة حماد يتعرض اليوم لهجمة الكترونية شرسة ولتحليلات اقربها الهراوة وشبك السجن , وكأن الهراوة اسمه الحركي , وكان تجربته الادارية والناجحة في قيادة ام الوزارات فاصلة عشرية وليست تأصيلا حقيقيا , وحى لا يتفاجأ اصحاب الرؤوس الحامية , فإن انزه انتخابات جرت في الاردن , جرت في العام 1993 بحسب خبراء من حجم طوني الصباغ وكان سلامة حماد وقتها وزيرا للداخلية – طبعا نتحدث عن الاجراءات وليس عن القانون الذي جرت بموجبه الانتخابات –
لا ينتمي الرجل بالقطع الى مدرسة ليبرالية ولا يحمل كثير ود لكثير من الافكار اليسارية والقومية ويميل بطبعه الى مدرسة المحافظين ومن انصار يمين الوسط , لكنه بالقطع ليس رجعيا ولا قمعيا , , بل اردنيا وطنيا خالف في العشق وما خالف في العفة والطرب , يقرأ اللحظة بعين صقر بدوي , وينقض على المخالف بدون هوادة بمخالب من القانون , فالرجل يعرف حدوده ومساحته القانونية ويشرب رحيقها الى الرمق الاخير ولا يُفاصل في حضوره وصلاحياته وقراره .
اللحظة تحتاج سلامة حماد , فهو ابن بار لمدرسة هيبة الدولة التي تبدأ من شرطي السير ومن عامل الوطن , قبل الوزير والسفير , وثمة سيولة ورخاوة عند مسؤولينا حولت الدولة الى شركة او ما يشابهها , فهناك حكومة رخوة ومعارضة غامضة وحراك مازوم , واظن سلامة حماد يستطيع احداث فارق في كل ذلك , فهو صارم بسلاح القانون ومحاور نشط بحدود هيبة الدولة ويمتلك روحا عذبة وضحكة مجلجلة وخفة دم مدفونة في ملفات الداخلية .